حضرموت اليوم / سيئون / خاص
أقام مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيؤون مساء أمس الأربعاء 16/ 5 / 2012م محاضرة تاريخية بعنوان ( دور الحضارمة في تنمية وتحديث عدن والجنوب العربي من عام 1888م - 1990م ) ألقاها الدكتور عبدالله سعيد باحاج , باحث في الجغرافية وقضايا الهجرة والتنمية رئيس منتدى حضرموت الثقافي والعلمي بالمكلا , وذلك بحضور عدد من المسؤولين والأكاديميين والتربويين والشخصيات الاجتماعية .
وقد تناولت المحاضرة ثلاثة محاور في تاريخ حضرموت, المحور الأول عن علاقة حضرموت بعدن والجنوب العربي في مرحلة ما قبل عام 1888م , وقد تطرق فيه الباحث باحاج إلى دور الحضارمة التجاري الواسع في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية برًا وبحرًا , مشيرا إلى أن تجارة الحضارمة البرية سبقت التجارة البحرية بحيث أن قوافل التجارة الحضرمية كانت تصل من حضرموت إلى أبين ثم عدن وهي محملة بالمنتجات الحضرمية من البخور واللبان وسلع أخرى مجلوبة معها من مناطق عديدة , موضحا أن هذا الدور الذي لعبه أبناء حضرموت يبرزهم كدعاة حضارة وازدهار وليس كغزاة وقاطعي أرزاق, كما يعكس أيضا كيان حضرموت الثقافي والسياسي منذ العصور الغابرة .
أما في المحور الثاني فقد تناول الباحث الحديث عن تنامي الأهمية الاقتصادية والسياسية لعدن وأثره في جذب الحضارمة إليها في ظل الاحتلال البريطاني لعدن,مشيرا إلى أن مدينة عدن كانت في مرحلة ما قبل الاستقلال تعج بالحضارمة,حيث توجد فيها أسواقها أسماء حضرمية لامعة مثل شارع الحضارمة الذي يقع حاليا بجوار سوق الحراج أو سوق الطعام , لافتا إلى أن موانئ حضرموت قد لعبت أيضا دورا هاما في النشاط الاقتصادي والتجاري العالمي وميناء عدن كذلك فهو يصنف عالميا – قبل 5 يونيو 1967م - بأنه ثالث أكبر ميناء في العالم ويحتل مكانة رفيعة وعالية ..
كما تحدث الدكتور باحاج في المحور الثالث عن الدور الفاعل للحضارمة في النهضة والتحديث حيث قال : (إن الحضارمة دوما وفي كل مكان وزمان هم حملة مشاعل النور والخير والنماء والازدهار ) وأضاف أن الأجداد الحضارمة قاموا بنشاط رائد في المجال الديني والعلمي والفكري والثقافي .
من جانبه رحّب مدير مركز ابن عبيدالله السقاف أ. محمد بن حسن السقاف في بداية اللقاء بالدكتور عبدالله سعيد باحاج وبكل الحاضرين ,معرباً في نهاية حديثه عن شكره الجزيل وتقديره للباحث وما قدمه من ورقة تاريخية هامة أثرت الحاضرين بسياحة في عمق التاريخ,وقد تعرفوا من خلالها على أدور أجدادهم في نهضة وتحديث المجتمعات المختلفة .
كما شهدت المحاضرة مداخلات واستفسارات الحاضرين التي تدل بوضوح على مدى الاستفادة القصوى من مثل هذه المحاضرات والندوات وما تحدثه من تنوير فكري وثقافي في عقول الحاضرين وتساهم بشكل كبير ومباشر في رفع وتيرة الثقافة التاريخية.