حضرموت اليوم / سيئون / محمد باحميد
عقد مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيؤون مساء أمس الأربعاء 6/ 6 / 2012م حلقة نقاش مفتوحة بعنوان ( الأضرار الصحية والاقتصادية للمخصبات والمبيدات الزراعية ) شارك فيها عدد من الأطباء والأكاديميين الزراعيين والخبراء والمزارعين وتجار المحاصيل الزراعية والشخصيات الاجتماعية .
افتتحت الحلقة بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ الدكتور / محمد عبدالرحمن الحبشي أستاذ الإقتصاد الزراعي بجامعة حضرموت حيث نوه بثوابت وأطروحات ومحاور المناقشة مؤكدا في الوقت نفسه أهمية انعقاد هذه الحلقة لما يترتب عليها من مصالح ونتائج صحية وتوعوية جيدة تساهم في نشر الوعي الصحي داخل المجتمع .
ثم تحدث المهندس الزراعي علي علوي الحبشي مدير مشروع تعويضات النخيل بصندوق إعادة إعمار حضرموت والمهرة , الذي استعرض في بداية طرحه لمحة تاريخية عن دخول المبيدات إلى وادي حضرموت معتبرا أن عام 1974م هو العام الثاني لدخول المبيدات ككميات إلى حضرموت مشيرا أن تداولها كان منحصراً بين إدارة مركز البحوث و محطات التأجير الزراعي فقط وتحمل مواصفات ومعايير محددة ومقبولة وقال ( إن استخدام المخصبات و المبيدات اليوم يحتاج إلى الحرص والوعي اللازم وأن ما وصلنا إليه من مآسي وأمراض منتشرة إلا بسبب فقدان التعامل الصحيح والسليم مع هذه المبيدات ) .
وأضاف قائلا : ( إن أخطر ما نعاني منه الآن هو استخدام المبيدات على القات ومن خلال ملاحظتنا ومتابعتنا في المحافظات الشمالية وجدنا أن هناك زراعة للقات تستخدم في رشها أشد المبيدات فتكا بحياة الإنسان, وأن غسلها بعد ذلك لا يكفي لسلامة الإنسان حيث إن هذه السموم صارت في عصارة أوراق القات ) محذرا في الوقت نفسه من انتشار الأمراض والسرطانات التي أساسها من مخلفات السموم على القات .
بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالله سالم علوان مدير محطة الأبحاث بسيئون عن أهمية مثل هذه المواضيع التي ترتبط بالثقافة الغذائية وسلامة الغذاء ارتباطا طرديا مع مستوى المعيشة مشيرا إلى أن المبيدات سلاح ذو حدين رفضها لا يمكن لأنها مرتبطة بالأمن الغذائي وعدم استخدام المبيدات معناه انخفاض في مستوى الغذاء, لذلك يجب علينا أن نحسن التعامل مع هذه المبيدات بالطرق السليمة والمشروعة حتى نكفل لأنفسنا ومجتمعاتنا حياة آمنة ومطمئنة .
وفي ورقته قدم الدكتور محمد علوي العيدروس اختصاصي جراحة عامة ورقة علمية بعنوان ( المبيدات الزراعية وأثرها على الصحة ) مستعرضا فيها تعريفات المبيدات الزراعية والغرض منها في تخصيب التربة وتحسين الإنتاج الزراعي موضحا العوامل التي تزيد من خطورة المبيد وآثاره الناجمة من سؤ الاستخدام مشيرا إلى أن هذه المبيدات تصل إلى جسم الإنسان إما عن طريق الجلد أو عن طريق التنفس أو البلع وقد تنتقل من الأم الحامل إلى الجنين مسببة إجهاض أو تراجع في الخصوبة عند الشباب .
كما تحدث عميد أطباء حضرموت الدكتور عبدالله بن جعفر الكثيري بكلمة أشار فيها إلى أهمية الأخذ بالتعليمات الموجودة على علب المبيدات, مبديا استغرابه وأسفه الكبير من بعض المزارعين الذين لا يأخذون هذه التعليمات بعين الاعتبار ولا يلقون لها بالا, مهتمين فقط بالإنتاج الوفير للمحاصيل دون النظر إلى النتائج السيئة المترتبة على ذلك .
وبعد أن أثريت المحاضرة بالعديد من المداخلات والاستفسارات من قبل عدد من الباحثين والأكاديميين الذين عبروا عن شكرهم لمركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع على تبنيه مثل هذه المحاضرات واللقاءات الهادفة , وقد خرج المتناقشون بالعديد من التوصيات ومنها تأسيس جمعية لحماية المستهلك وعقد ورشة عمل تتناسب مع أهمية الموضوع وخطورته .