فإنه من واجبي الديني والوطني والإنساني أن أبين ما أراه صحيحا ومناسبا لكل المسلمين بل وللإنسانية عموما خاصة ونحن نعيش هذا الواقع الجديد وقد حدثت في العام الماضي أحداث كبيرة ومتنوعة غيرت خارطتنا الحياتية بكل معانيها ومحتوياتها ومكوناتها ولذلك ينبغي أن يتغير معها تفكيرنا وتخطيطنا واستراتيجياتنا ونظرتنا للمستقبل وما نتطلع إليه كيف لا وقد أصبح النظام غير النظام .. والواقع غير الواقع .. والتحديات غير التحديات .. فلابد من إعادة النظر في كل الإستراتيجيات القديمة والبرامج السابقة ونعيد صياغتها بما يتناسب ومعطيات الواقع الجديد وقراءتنا للمتغيرات التي طرأت عليه ولازالت تحدث فعلها بكل جديد ومفاجئ .. وعلينا كذلك أن نجدد من تصوراتنا للمستقبل وما تعطينا إياه مؤشرات الواقع المتغير بتغير أفكاره وقيمه ومبادراته وما ينتج في واقع الناس من تطلعات وآمال وأهداف ترقى لمستوى الحدث الجلل الذي تم خلال العام المنصرم .. فهذا لوحده يكفي أن نستنتج حدوث تطور في الإنسان المعاصر وتفكيره وتعامله مع المستجدات الحاصلة هنا وهناك فكيف يبقى تفكيرنا جامدا ومشاريعنا تقليدية ؟!
بكل ثقة وطموح منقطع النظير .. وبكل أمل وتفاؤل يتجاوز حدود التفكير السطحي القديم .. وبكل حماس ومصداقية مع أمتنا وشعبنا وواقعنا الجديد أقول لكل المهتمين والعاملين في ميادين الحياة المختلفة الذين يسعون بكل جهودهم لنهضة الأمة وإعادة مجدها وعزها .. وإعادة الحق الذي ضاع ووضع الأقدام على طريق المسار الصحيح لنصل إلى المكان الذي ينبغي أن نكون فيه ونرتقي إلى الوضع الطبيعي لنا في هذا العالم بين الأمم المختلفة فنحن خير أمه أخرجت للناس كما قال ربنا جل في علاه .. أطلق نداء العقل والمنطق والوجدان .. ونداء المحبة والمودة والإيمان.. لكل هؤلاء : أن هلموا للعلم والعمل معا وبناء القدرات واستغلال الإمكانات المادية والبشرية بما ينبغي ومعطيات الواقع الجديد وصقلها وصهرها والنهوض بها وفق خطط استراتيجية مبنية على معلومات ودراسات حقيقية ودقيقة ورؤى وتصورات طموحة تنطلق من رسالتنا ومبادئنا وقيمنا الراقية والنبيلة وفق هذا الدين القويم الذي جعله الله سلاما وإسلاما لكل البشر وارتضاه للعالمين .. ثم توزيع الأدوار وفق التخصصات وتنوع الكفاءات الهائلة التي تم تعطيلها في الماضي الأليم وتوظيفها كل في موضعه ومكانه وتخصصاته ورغباته واهتماماته حتى لا نستثني أحدا في مجتمعنا من مهمة يتقنها ويؤدي دوره من خلالها فتتحول الأمه من التفرق إلى التعاون ومن الجهل إلى العلم ومن الفراغ إلى العمل ومن الفقر إلى الغنى ومن الأخذ إلى العطاء .. وبإذن الله نكون قد وصلنا إلى قمة المجد المنشود واستغلينا هذه النعم العظيمة التي أنعم الله بها علينا بأن غير واقعنا الذي كنا نعاني فيه إلى الواقع المعاصر بما فيه من فرص وإيجابيات كبيرة وما ذلك على الله بعزيز ,,,
بقلم : صلاح باتيس