كأحد الشباب اليمنيين الطامحين إلى بناء دولة يمنية موحدة قوية أقف أمام القضية الشمالية كقضية حقوقية سياسية عادلة واعتبرها المدخل الرئيس لحل كافة قضايا اليمن وإيمانا مني بأهمية وحدة اليمن في هذه المرحلة الحرجة ، لأنها اللبنة الأساسية للنهضة اليمنية الحديثة ، ولان الدول والأمم في هذا العصر تسعى للتوحد والتكتل من اجل بناء قوى اقتصادية وعسكرية قوية ، وكالمعتاد أحاول جاهدا مناقشة بعض زملائي من نشطاء الحراك الشمالي علّي أن أساهم في حفظ وحدة اليمن و أشارك إخواني الشماليين معاناتهم وأحسسهم بالتغيير الذي حصل في اليمن بعد الثورة الشعبية السلمية وفي يوم من الأيام جمعني لقاء في العاصمة اليمنية عدن بزميلي رئيس الحركة الشبابية بالحراك السلمي الشمالي القادم من العاصمة الاقتصادية صنعاء بدأت الحوار بالآتي :
إن القضية الشمالية اليوم تعتبر قضية حاضرة وفرضت نفسها محليا ودوليا ولا يستطيع أي شخص كان إنكار الظلم الذي وقع بالشماليين ، وإن انفصال الشمال ليس في مصلحة الشمال ولا القضية الشمالية وانه إذا انفصل الشمال لن يكون شمالا واحدا فتعز تريد تنفصل وهناك قضية تهامية تطالب بالانفصال عن الشمال و كذا صعدة تريد الانفصال أيضا ، وانفصال الشمال سيقودكم إلى صراعاتكم الداخلية الناصريين والاشتراكيين لم ينسوا مافعله القبائل بهم ، ولا نائب رئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح يستطيع العودة إلى الشمال ، وهناك أيضا صعوبة واستحالة في توحيد تيارات الحراك الشمالي التي تتصارع فيما بينها وتعدد للرؤى والولاءات هناك حراك فيدرالي يقوده أبو لحوم وسلطان العتواني ، وكذا حراك حسين الأحمر الذي يطالب بتقرير المصير ويقال انه مدعوم من السعودية ، الى جانب حراك نائب الرئيس السابق علي عبد الله صالح المطالب بالانفصال والمدعوم إيرانيا ، وكذا مشروع الدولة التهامية الذي يتزعمه صخر الوجية بدعم قطري ، ومشروع دولة صعدة الإسلامية بقيادة الحوثي والمدعوم أيضا من إيران .
إنكم لم تعانوا وحدكم من الظلم فكل الشعب اليمني عانا من الظلم والإقصاء والتهميش - بل تكاد معاناتنا كجنوبيين تفوق معاناتكم - والسبب الوحيد لكل هذه المشاكل اليمنية هو المخلوع علي سالم البيض ونظامه الفاسد والذي خرج الشعب بمختلف توجهاته وفئاته بثورة شعبية سلمية في كل مناطق اليمن بدءا بالعاصمة عدن وكذا شبوة وكل المحافظات منها الشمالية والجنوبية ، وانضم لها الكثير من شرفاء اليمن وشرفاء الحراك الشمالي وعلى رأسهم أمين عام الحراك الشمالي غالب القمش ، وكان من أوائل مطالب الثورة الشبابية الشعبية السلمية هو المطالبة بحل القضية الشمالية حلا عادلا يرضي أبناء الشمال ، كلنا يعرف إنكم انتم الوحدويون أكثر مننا وانتم أول من طالب بالوحدة إلا أن نظام المخلوع البيض هو الذي افسد الوحدة وشوهها ، واليوم هانحن نمد أيدينا إليكم لنصنع المستقبل ونحن على مشارف الحوار الوطني وهي فرصة ثمينة لكل القوى الوطنية المختلفة في الشمال و الجنوب للمشاركة في صنع ورسم مستقبل اليمن الحديث يمن العدالة والمساواة و الخروج بحل عادل للقضية الشمالية ، وبضمان تنفيذ محلي ودولي .
أجابني :
أولا : يجب أن تعرفوا جيدا أن شعب الشمال قد خرج بمظاهراته السلمية من قبل أن تعرفوا معنى حاجه اسمها احتجاج والشعب الشمالي قدم نموذجا رائعا للنضال السلمي وكان له شرف افتتاحية الربيع العربي ، كما يجب عليكم أن تعلموا أن الشعب الشمالي وبقيادة الرئيس الشرعي للشمال العربي فخامة الأخ / الرئيس علي عبدالله صالح لا ولن يتراجع عن استعادة الدولة الشمالية وعاصمتها صنعاء هذا عهد قطعناه على أنفسنا ووفاء لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم من اجل الشمال واستعادة دولته ، كيف تريد أن تقنعني بجديتكم لحل القضية الشمالية ومليشيات الأمن المركزي بقيادة طارق الفضلي تقصف وتقتل أحرار وحرائر العاصمة صنعاء يوميا ، ومليشيات باعوم تعيث فسادا في إب وذمار ، إن كلامك عن حاجه اسمها ثورة هذه أكذوبة اصطنعتموها وصدقتموها ، ربما كانت في بدايتها ثورة لما كانت شبابية خالصة ، إلا أن انضمام اللواء عبدربه منصور هادي قائد الفرقة الأولى مدرع والذي يعتبر جزء لا يتجزأ من نظام عدن المحتل و أحزاب الاحتلال حولها إلى أزمة باعترافكم وهو ما تقوله المبادرة الخليجية .
أي ثورة تتحدث عنها ورئيسكم علي سالم البيض الذي ثرتم ضده متنعما في عدن بحصانة وضمانة دولية وبيده ملك وملكوت عدن إلى اليوم ، عذرا سيدي لا توجد أي ثورة في اليمن وهناك ثورة شمالية حرة تطالب باستعادة الدولة وحتما ستنتصر وسيخضع لها المجتمع الدولي .
قلت له :
إن الرئيس اليمني المنتخب اليوم شمالي وهو علي محسن صالح وكذا رئيس الوزراء شمالي القاضي / حمود الهتار وكذا وزير المواصلات العمراني ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور ابوبكر القربي والكثير من الوزراء شماليين اليوم انتم تحكمون كشماليين مش إحنا ؟ ، ثم إن الثورة الشعبية السلمية امتدت إلى الشمال فهناك الكثير من الشماليين لا يرضون بالانفصال ويتمسكون بتصحيح مسار الوحدة ويروون أن الانفصال سيقودهم إلى صراعات داخلية والى حروب عانيتم منها .
وتناحر وصراعات تيارات و فصائل الحراك الشمالي وتضاربها أيضا يمثل عقبة كبيرة أمام ما تطالب به من تحرير واستعادة الدولة ، انتم كتيار علي صالح يرى انه الأقوى في الشارع ويحاول ان يتكلم باسم الشمال ويقصي الآخرين وإصلاحيين الشمال يرون أنهم الأكثر وحسين الاحمر وتياره كذلك .. لم لا تحتكموا إلى الديمقراطية والصندوق وتتركوا الشماليين يختاروا من يمثلهم ويتحدث باسمهم ؟
قال :
ما تقوله على أن نصف الحكومة وعلي محسن أنهم شماليين ويحكمون اليمن ، كلنا يعرف أن نصف هؤلاء اشتراهم شيخكم الجنوبي صلاح باتيس ويأتمرون بأمره والنصف الآخر لازالوا تابعين لمخلوعكم الحاكم علي سالم البيض ، أما عن الخلافات ومن يمثل الجنوب فإن فخامة الاخ الرئيس الشرعي للشمال علي عبد الله صالح يعتبر شرعيا الممثل الوحيد للجنوبيين وهو مؤمن بالديمقراطية وسنة الخلاف .
انتهى الحوار..
أقولها وبكل ثقة إن هذا الحوار سيحدث بالنص وزيادة في حالة انتصار علي سالم البيض في حرب 94 على نظام علي صالح .
رسالتي ابعثها إلى كل مواطن شريف - رئيس ومرؤوس - همه مصلحة شعبه ووطنه وأمته سواء شمالي أو جنوبي يجب علينا جميعا أن نفكر بعقولنا لا بقلوبنا ، نغلب المنطق على العاطفة والواقع على الأحلام ، نضع المصالح العامة قبل مصالحنا وأهوائنا وأمنياتنا الشخصية ..
علينا أن نعي جيدا أن الانفصال و الوحدة ليسا غاية وإنما وسيلة للوصول للغاية الأعظم وهي الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، فلا بارك الله في وحدة لا تحفظ لي حريتي وكرامتي ولا بارك الله في انفصال يعيدني إلى العهد الشمولي عهد الحزب الواحد والصوت الواحد واللون الواحد ويجرنا إلى دوامة الصراعات التي هربنا منها ، أمامنا فرصة أخيرة وثمينة بأن نرسم مستقبلنا ونعيد صياغة الوحدة على أساس المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية ونحل مشاكلنا و نقيم دولة المؤسسات ونرسي دعائم التنمية والحكم الرشيد ، لنجعل من الحوار الوطني المدخل الأساسي والرئيس لليمن السعيد الذي حلم به أجدادنا وضحوا من أجله في ثورة سبتمبر و أكتوبر فلا نقطع الطريق على أنفسنا بتضييق تفكيرنا ومشاريعنا وحلولنا ، ولنترك المزايدة والمكايدة .. ونتجه إلى ما يقوله الواقع والمنطق والعقل ..
بقلم / أمين بارفيد