التصالح والتسامح قيمة إسلامية وإنسانية عظيمة ، وديننا الإسلامي حث على أن يعيش المجتمع في تسامح وعفو وتصالح وأن ينعم أبناؤه بالمحبة والألفة والوئام وأن يسود فيهم مبدأ التغافر والتسامح والإخاء ..
فلابد أن يسود التعايش بين أبناء المجتمع الواحد وأن يقبل كل واحد بالآخر مهما اختلف معه في الرؤى والأفكار والتوجهات فلكل واحد الحق في أن يختار الرأي والفكر الذي يؤمن به ويتقد فيه الخير والصلاح للآخرين ولابد له أن يقبل بالآخرين وعلى الآخرين أن يقبلوا به ويتعايشون معه ..
وهانحن نعيش ذكرى التصالح والتسامح السابعة لكننا نرى الواقع بعيد كل البعد عن هذه القيمة التي مازالت تردد كشعار فقط ولم تلامس الواقع المعاش ..
مديرية القطن كغيرها من مديريات وادي حضرموت احتفلت بهذه المناسبة وأحيت هذه الذكرى لكن كقيمة جوفاء ليس لها أثر على الواقع في مديرية القطن فمن يحتفل بها ويدعو للاحتفال هو نفسه لم يطبق هذه القيمة على الرغم أنه لا دماء سالت ولا أعراض انتهكت ولا أموال نهبت بين قيادات الحراك الجنوبي في مديرية القطن ..
فعندنا في القطن مجلسان باسم واحد ( مجلس الحراك السلمي ) وقيادتان كل قيادة لا تعترف بالأخرى ولكل قيادة أخرى على مستوى الوادي لا تعترف هي أيضاً بالأخرى ، ولكل منهما فعاليات واحتفالات تقاطعها القيادة الأخرى والفصيل والجناح الآخر فأي تصالح وتسامح هذا ؟ تصالح وتسامح شعار فقط من أجل دغدغة مشاعر أبناء القطن وغيرها من مديريات الوادي والصحراء ..
لابد أن نعيش التصالح والتسامح واقعاً ملموساً وخلق رائع نتحلى به ونتعامل به فيما بيننا لا أن يكون شعاراً فقط نردده صباح مساء .. لابد أن يكون خلقاً نطبقه في حياتنا اليومية ..
بقلم / عبدالله بن شهاب