قراءة في مقابلة البيض

تابعت كغيري من الشباب المقابلة التي أجرتها قناة عدن لايف مع علي سالم البيض عشية ذكرى فعالية التصالح والتسامح المصادفة لـ 13 من يناير , وقبل المقابلة تمنيت أن أجد شيئاً جديداً يقدمه البيض لكني للأسف لم أجد ضالتي في كلامه , بل قرأت عدداً من الإشارات التي تضمنتها مقابلة البيض وهي :

أولاً : في رأيي أن البيض وجماعته لم يتجاوزا أحداث 86م من خلال تأكيده على عدم الرجوع إلى الماضي – عدة مرات –  لكن بصيغة تشعر من خلالها أن هناك نوعاً من الضغط الممارس عليه , وأن الشخص لا زال يتذكر تفاصيل الحرب رغم أكثر من 26 سنة عليها . وهذا ما كان واضحاً في ثنايا حديثه .

ثانياً : مما تحدث عنه البيض أسباب الحرب وأرجع ذلك إلى غياب الديمقراطية في الجنوب في تلك الفترة وأنه لم يكن حينها إلا الحزب الاشتراكي فقط , وأنا بدوري أسال البيض وهل الديمقراطية الآن موجودة لدى قيادة الحراك الجنوبي ؟؟!! .

ثالثاً : تحدث البيض عن مهمته الآنية وهي استعادة الدولة , ومن ثم تسليم السلطة للشباب لكن السؤال الذي يطرح نفسه من الذي نصّب البيض وكلفه بهذه المهمة , خصوصاً وأنه ظهر إلى الواجهة بعد انطلاق الحراك بسنتين أو أكثر , ولم يكن حاضراً في المشهد من انطلاقة الحراك في 2007م . فهل البيض وصيَ على الجنوب ؟؟ , وهو الذي وقع الوحدة ولم يكن حينها إلا أميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني وليس رئيساً لمجلس الشعب الأعلى – كما يرى بعض القانونين – .

رابعاً : تحدث البيض عن الحوار الجنوبي مع كل المكونات وهذه رسالة إيجابية لكن لماذا لم تتفق القيادات الجنوبية –  وأعني بها قيادة الحراك –  منذ أكثر من 4 سنوات على رؤية وطنية واحدة أو ميثاق شرف واحد توحد من خلاله نضالها , بل العجيب أن يتضمن كلامه خلاف ما يدعو إليه , فلقد قال معلقاً على مشاريع بعض القيادات الجنوبية – وهو يقصد حيدر العطاس – بأن تلك المشاريع قد سقطت وأنه علينا التركيز على مشروع الاستقلال – حسب معنى حديثه – .

خامساً : رسالة التهديد التي وجهها البيض – أكثر من مرة – للمجتمع الإقليمي والدولي وخاصة دول الخليج بأن كل الخيارات مطروحة في إشارة أن الخيار العسكري مطروح , هل يعني هذا أن الحراك سيتنازل عن مبدأ السلمية الذي قام عليه , وضحى من أجله بقافلة من الشهداء , وألهم بنضاله دول الربيع العربي على القيام بثوراتها ؟؟!!

سادساً : مما أشار إليه البيض في كلامه أننا نركز على الاستقلال واستعادة الهوية والأرض , وبعدها سنطبق النظام البرلماني الفيدرالي بين المحافظات الجنوبية في إشارة تطمين لأبناء حضرموت كي يقفوا إلى جانب الحراك . أنا بدوري – كأحد شباب حضرموت – أريد أن أسأل البيض , أليس السبب في فشل الوحدة هو الذهاب إليها دون رؤية مدروسة ودون الاتفاق على أبجديات جوهرية وأساسية كان يفترض أن تنتبه لها !! ثم تأتي اليوم لتكرر نفس الخطأ وتريد أن تدخل الجنوب في انفصال غير مدروس كما أدخلته في وحدة غير مدروسة ؟؟!!

ختاماً : التصالح والتسامح قبل أن تكون فعالية هي ثقافة وفيم ومبادئ ينبغي أن نتحلى بها – نحن الجنوبيين – وأن نتمثلها في سلوكنا وفعالياتنا , ومن تجسيدها تقبل بعضنا الآخر وإن كنا مختلفين في وجهات النظر , لا أن نرفع الشعارات ضد هذا التيار أو ذاك من أبناء الجنوب .

بقلم : احمد جمال جواس

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص