لا يخفى على الجميع إن تلك الحَالم تستحق هذا التتويج .. تعز جنة الله في الدنيا استحقت أن تكون ثقافة اليمن في وسط أراضيها , تعز هي لوحة ثقافية تحتضن في داخلها جٌل أنواع الثقافات و أرقاها .. فصدر قرار رئيس الجمهورية باعتمادها عاصمة للثقافة اليمنية إيذانا ببدء فعالياتها الثقافية و ضوء أخضر لنبدأ العمل سوياً وهي إشارة لتكون هناك طوارئ ثقافية في قمة الاستعداد والجاهزية , ولتفعيل هذا القرار يتوجب على كل المثقفين والمبدعين وأصحاب القرار منهم وصولاً إلى قيادات السلطة المحلية بالمحافظة للاستعداد بوضع خطط وبرامج تضمن لكل الثقافات التعزية على وجه الخصوص وحتى الثقافات اليمنية الأخرى أمثال الصنعانية والعدنية الشبوانية والحضرمية الحق لان تُعطى جميعها المساحة الكافية لتعرض ما لديها من موروث ثقافي وحضاري وتاريخي لكل العالم والعمل أيضا لإقامة ندوات وورش العمل للتحضير والترتيب لما سيتخلله هذا العام من كل أنواع الفنون والثقافات وحتى لا يقعون فيما وقعت فيه تريم عاصمة الثقافة الإسلامية من تهميش لدور الثقافة الإسلامية التي هي من اختارت تريم عاصمة لها بوصول أبنائها وعلمائها وتجارها إلى شرق آسيا وأدغال أفريقا لنشر الإسلام بالأخلاق الحسنة , ليس الحديث هنا عن تريم ولكن نحن اليوم نتحدث عن عاصمة الثقافة اليمنية تعز التي هي عنوان الثقافة فعلاً لستُ مجاملة لا حد ولكن هذا هو الواقع وثقافة تعز تُعكس على قاطنيها . فـ أهل تعز يحملون في داخلهم روح الحب وروح الثقافة وروح الإبداع في كل المجالات فتعز هي من تُولد المثقفين والمبدعين .
يأهل تعز الحالمة يا أهل مدينة الثقافة والتاريخ والجمال فانتم من سترسمون ثقافتكم للعالم ككل وترسمون أيضا تاريخكم المشرق والذي لم ينقطع نوره إلى الآن , ثقافتكم عنوان لثقافة اليمن فكل الزوار وكل المثقفين سيخلدون في ذكرياتهم عند زيارتهم لتعز مشاهد من ارض الواقع ومشاهد من أصل الثقافة ومشاهد من إنسانية وثقافة الإنسان التعزي الذي كلما ذ ُكر في مكان ذكرت فيه صفة الثقافة الإبداع , وهنا نلفت النظر إلى دور وزارة الثقافة في العمل الجاد لإنجاح تعز عاصمة للثقافة اليمنية وذلك يكمن في التنسيق مع كافة المنظمات والمؤسسات العربية و العالمية التي تهتم بالثقافة والفنون والعلوم والآداب في إقامة معارض دولية في الكتاب وفي الفن التشكيلي وفي الصور الضوئية والصور الفوتوغرافية وغيرها الكثير.
قلب مدينة تعز ينبغي أن يكون طول العام معرض مفتوح لكل الزوار كما عهدناه , فعندما تأتي إلى تعز يحدثك الباب الكبير وتتحدث اليك قلعة القاهرة من أعلى ويحاورك المواطن التعزي البسيط بمستوى وافقي لتشعرك انك من أبناء تعز وبين اهلك وناسك الطيبين , ما تختزله هذه المدينة من ارث وتاريخ وثقافة وفن مرت عبر العصور وظلت تعز العز الحالمة ملهاه الجبل ومعانقة السماء فهي ترتقي كل يوم .
بقلم : مثنى محفوظ باظريس