على كف القدر نمشي

كثيرا ما نقرأ هذه العبارة على جوانب و أمام و خلف سيارات النقل الكبيرة ( الشاحنات ) ذلك لأنهم يقطعون مسافات طويلة في طرق وعرة ، احتمال وقوع الخطر فيها يحتل نسبة كبيرة فهم على درجة كبيرة من الإيمان بالقضاء و القدر و التوكل على الله جل و علا فهو مسبب الأسباب

اليوم و في ظل الظروف الحالية و الأحداث المتسارعة و الأخبار المتضاربة و المتأرجحة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب التي يتبين لنا فيها بين الحين و الآخر صحة هذا و بطلان ذاك .

بل و حتى أمزجة الناس أصبحت متقلبة ، فالذي كان بالأمس معك تراه اليوم ضدك ، و الذي كان يمدحك أصبح يذمك إن لم يكن قد أسرّ لك بالعداوة لأنك خالفته الرأي أو عبرت عن وجهة نظر خاصة بك لم توافق ما يراه .

بطبيعة الحال عندما يقابلك أحد وبعد أن يلقي إليك التحية و السلام ويسألك عن حالك ، يحين طرح السؤال المعتاد .. آه شي جديد ؟؟

و الإجابة الأولى و التلقائية هي .. ماشي .. ساكنة ، من عندك ! ثم تتتابع الكلمات و الأخبار و فيها من الجديد الكثير ، و أبرز ما يسيطر عليها الوضع الأمني و الاقتصادي و السياسي ، و بعد سرد العديد من الحوادث و القصص و المستجدات ، و تغير نبرات الحديث وتقاسيم الوجه وارتفاع الصوت و انخفاضه و التلويح بالأيدي يمنة و يسرة .

تحين ساعة الافتراق ، وينتهي الحديث بكلمة مفادها .. بايقع خير ! هذا يبين لنا بجلاء أن ظبابية الموقف لاتزال مخيمة على واقع اليوم ، وكأن حالنا يشبه إلى حد كبير حال قائد الشاحنة الذي يسير في طريق وكأنه يسلكه للمرة الأولى .

ورغم أنه يحفظ كل المنعطفات فيه إلاّ أنه يبقى على حذر فلعل هناك مفاجآت ، لذلك فهو يزيل الغبار كل مرة عن تلكم العبارة التي كتب فيها : على كف القدر نمشي .. ولاندري عن المكتوب .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص