الحكم العادل وأدبيات التنظير

لاشك أن ما تمر به اليمن من مفترق طرق وتجاذبات سياسيه متضاربة الرؤى والأفكار يجعلنا نضع تحليلا ومداخلة واقعية بغض النظر عن الانتماءات والتحزبات والتكتلات المختلفة ؛ الا ان ما يمارسه الكثير من المنظرين والاعلاميين من المداخلات والتحليلات ضد طائفة او حزب او فرد بعينه يحتم علينا ان نضع النقاط على الحروف . ولا تشبيه ابلغ لوصف بعض المنظرين والاعلاميين بـ (البغاوات)! التي لا تنفك تكرر كل ما يقال لها دون ان تلقي له حسا او بالا في ميازين الأدب ، والأمانة والانصاف ، وحقيقة الحيادية . ففي حين الهجوم اللاذع على شريحة حزبية بعينها دون غيرها يلزم علينا ويحتم احقية الوقوف والتوضيح والتذكير. يقول الله تبارك وتعالى:- ((وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين )). الاية ؛ ثم لماذا تشوه سمعة حزب الاصلاح وبعض افراده وشخصياته على وجه الخصوص وبغض النظر عن الذي لها والذي عليها من قبل الآخرين دون ان يجعلوا للتعميم المنطقي والتحليل المحايد غير المجامل ولا المحابي سبيلا ونهجا لأدبياتهم ؛ وذلك يعد من أهم مقومات العمل الاعلامي والسبق الصحفي.

وامثال هؤلاء نريد ان نذكرهم بالآتي :

اولا :- بحسب مانفهم من بعض مقالاتهم ومداخلاتهم . اذاكان حزب الاصلاح هو السبب في بعض اوكل ما يحدث و حدث في اليمن عامة والجنوب خاصة فهذا يعد محض افتراء والا فاليمنيين بأكملهم صغيرهم وكبيرهم رئيسهم ومرؤوسهم وعلى وجه الخصوص اؤلئك النفر الذين تفردوا بالقرار وأصبحوا جزءا من مكون حزبي ظل طيلة ثمانية عشر عاما حاكما للبلاد وذلك بعد حرب صيف عام 94م ،بالإضافه إلى السنوات التي سبقت ذلك .!!

وللتذكير هذا المكون الحزبي يسمى( المؤتمر الشعبي العام )والذي يضم في قياداته وأنصاره وأتباعه الكثير من القيادات والنخب والسياسيين اليمنيين بشكل عام والجنوبيين بشكل خاص وهؤلاء يقفون قلباً وقالباً مع حزبهم ورئيسه الحالي( رئيس اليمن سابقاً) الزعيم (علي عبدالله صالح) الذي ثار ضده شباب اليمن وأطاحوا بحكمه بسبب ماعانوه من ظلم وفساد وإضطهاد وهذا لا يخفى على عاقل. بينما في المقابل يتزعم (حزب الإصلاح ) نخبه من القيادات من أبناء اليمن شماله وجنوبه . والسؤال الذي أود طرحه هو : إذا كان يقذف أعضاء الإصلاح من أبناء الجنوب بالخونه والعملاء للمدعو( حميد الأحمر) فلماذا لاتنطبق المسلمه بعينها على أعضاء وقيادات مؤتمريه من أبناء الجنوب وينعتوا بالخونه والعملاء للمدعو (علي عبدالله صالح )؟ !! . بل وأنا أفضل أن ينسب إليهم الكثير من معاناة ومصائب اليمن لأن حزبهم هو الحزب الذي ضل يحكمنا طيلة فترة مابعد الوحده ومابعد حرب صيف 94م وظل متفردا بالأمور بشكل تام بعد انتخابات الرئاسة للعام 2006 م بحيث تم الإقصاء الممنهج لغالبية قيادات المعارضة وعلى رأسهم المناضل الكبير المهندس (فيصل بن شملان) - رحمه الله - المرشح لأحزاب اللقاء المشترك للانتخابات الرئاسية باليمن للعام 2006م والذي وجه بدوره صفعة قوية وضربة موجعة وأربك حسابات الداخل والخارج، ووصلت الرسلة الى ابناء الشعب اليمني بأكمله بشماله وجنوبه ؛ وبذلك تبين لأبناء اليمن من الذي يحبهم ويحب وحدتهم ومن الذي يحب السلطة وكرسي الحكم بل ويخطط لذلك على خطى التوريث للحكم . وعند هذه اللحظة سقطت الوحدة وافرغت من محتواها ومضمونها بالإضافة الى ماحدث من ممارسات ضد ابناء الجنوب بعد حرب صيف 94م بينما في المقلبل تقبل الشيخ (حميد الاحمر) امر ترشح بن شملان بكل سعة صدر وايجابية والا فهو رجل الاعمال والشيخ القبلي والنافذ في الدولة احق بالترشح من بن شملان والإجابة اوضحها هو بنفسه في كثير من مقابلاته ونحن هنا ليس بصددها هنا .

ثانيا :- اذا كان لحزب الاصلاح اخطاء فعلينا ان لا نجهل ايجابياته والعصمة لله ولرسوله وعلينا مقارنتها باخطاء الاحزاب الاخرى كالمؤتمر والاستراكي

اما من تسبب بشكل رئيسي في ضياع البلد فهم اصحاب الصفات الآتنية :-

- اشربوا البحر

- خلع العداد

- اليمن لايحكمه الا من يجيد الرقص على رؤوس الثعابين

- سنعمل لكم سكك حديد وشبكة قطارات

- سنولد الكهرباء بالطاقة النووبة

- الذي صوت بالاغلبية في مجلسي النواب للهدية التي اهدتها اليمن لشركة امتياز الغاز في صافر مقابل عرض بيع مخزي ومفقر

- من الذي اعترض شركات الاستثمار وخاصة في حضرموت ومارس كل اساليب التهميش والتنفير تجاهها

-من الذي باع ميناء عدن او بمعنى اصح جعله عبدا مملوكا لشركة موانئ دبي

وكل هذا يصب في جوهر القضية ؛ . وصاحب القرار ومن بيده مقاليد الحكم ليس كصاحب المعارضة من الزوايا الضيقة. وللعلم في بلد كاليمن غني بالثروات المعدنية والنفطية والبحرية

وللتذكير الحزب الذي فعل كل هذا يضم في مكوناته الكثير من ابناء الجنوب فمنهم من كان وزيرا ولا يزال ومنهم المحافظين للمحافظات ولا يزالون ومنهم اعضاء بمجلس النواب ومنهم شيوخ القبائل وشخصيات اجتماعية وكلهم من ابناء المحافظات الجنوبية ولا نخفيكم ولا ؤهم لحزب المؤتمر الشعبي العام !!

اذا فالاجدر بالمنصفين الحكم بميزان العدل وبيان الجانبين وخلع نظاراتهم السوداء وانا لا اقصد السب والشتم بل اعني تحمل المسؤلية الكاملة اما من يصف اعضاء حزب الاصلاح من ابناء الجنوب بالعملاء والخونة والمأجورين فانا اذكره بان بيته الشعري الذي يغني ويدندن به ناقصا ومبتورا وعليه إكمال نصفه الثاني وهو ان هناك اعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه علي عبدالله صالح وهم من ابناء الجنوب اذا فهم عملاء ومأجورين ايضا. ونحن نذكر بامثال هؤلاء للحيطة والحذر منهم ولانقصد سبهم وتعزيرهم اذ لا نستبعد أن يأتي أمثال هؤلاء في أيامنا هذه يلبسون ثياب الناصح الأمين وتمر بهم الأيام واذ بنا نسمع عنهم يعتلون رؤوس النخب السياسية والزعامات التحررية !! . وأهل الفقه عندهم إذا دخل الفرد في الدين فإنه يتلقلى التعاليم والمفاهيم في بداية الأمر لا أن يتولى الإمامة من أول يوم .

بقلم : د/ احمد سعيد الهندوان

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص