كنت في الأسبوع الأول من شهر فبراير الحالي 2013م في زيارة سياحية إلى مدينة المكلا ولفت انتباهي موقف تبنته أم في الخمسين من عمرها ومعها ثلاثة من أولادها تتراوح أعمارهم بين 14 -18 سنة والمكان بجانب بوابة هايبر المستهلك في الشرج .. الام لديها بسطة فيها من حلويات الأطفال رخيصة الثمن والأبناء معهم قرد صغير جميعهم ممثلون في مسرحية اسمها الابتزاز .
تبدءا المسرحية بمنظر حركة السيارات إمام الهايبر وهي مزدحمة و بطيئة الحركة بين المغرب والعشاء ويتم اختيار السائق الضحية لدفع القرد تحت سيارته بشكل احترافي وعندها تصيح الام كان احد أولادها هو الذي وقع تحت السيارة ويتجمهر الناس وبكاء الام يرتفع لان القرد المصاب ربته الام كواحد من أبنائها ويضطر واحد من الجمهور أن يقترح مبلغ من المال لتعويضها به ويدفع السائق الضحية المبلغ وينخفض بكاء إلام الممثلة وتعود للجلوس امام بسطتها لتلعب دورا جديدا يكون من اختراع أبنائها المحتالين .
من لهجتها وكلام أولادها معها عرفت أنهم من أبناء الشرج الأصليين لأنني راقبت الموقف عن قرب وذهلت لان بعض من أهل المكلا قد وصل بهم الحال إلى هذا الاحتيال .. كنا نسمع أن بعض الأشخاص يسرقون الأطفال من حضرموت ويرمونهم تحت السيارات في صنعاء لكسب الدية .. فمالنا نعمل ماكنا ننتقده باعتباره من الكبائر المحرمه .
كل شيئ يهون إلاّ انهيار الأخلاق .. قال أمير الشعراء احمد شوقي :
إنما الأممُ الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
بقلم المهندس / عبدالحافظ خباه
abdelhobah@hotmail.com