حضرموت اليوم / صنعاء / خاص :
استضاف منتدى الدكتور غالب القرشي في فعالية اليوم الأحد 10 يناير المهندس عبد الله الأكوع، رئيس ائتلاف القيادات الإدارية والدبلوماسية، مع مجموعة من رموز الثورة الشبابية للحديث عن الذكرى الثانية لانطلاقها.
وقال المهندس عبد الله الأكوع أن الثورة في اليمن بدأت مبكراً، وتحديداً بعد انتخابات 2006، حين دعا اللقاء المشترك للنضال السلمي، وتتابعت الأحداث حتى جاءت حكاية "قلع العداد" التي مثلت صورة واضحة لغرور النظام السابق فظنّ أنه يملك، ولا يحكم فقط، حتى شعر الناس بالاستخفاف الواضح وانسداد آفاق الحل السياسي، فتحوّلت فعاليات النضال السلمي إلى حراك شعبي فجّر ثورة الشباب السلمية في 11 فبراير 2011.
وأكد الأكوع على أن جميع فئات المجتمع قد شاركت بفاعلية في الثورة السلمية، مدركين أن بناء اليمن لن يتمّ إلا عبر التغيير الحقيقي والكامل لمنظومة الفساد والتوريث، وواصلوا ثورتهم متحلين بمبادئ الصبر والنضال حتى أدهشوا العالم بالقيم الإنسانية والأخلاقية للثورة اليمنية، وكلما قدم الثوار تضحيات كانوا يزدادون يقيناً بألا مجال للتراجع عن الثورة.
وقال الأكوع أن الثورة انطلقت بأربعة مكونات أساسية بدأها الشباب، ثم تلتهم القوى السياسية، ثم القوى القبلية، ثم المكون الأمني والعسكري، الذي منح الثورة الشبابية بعداً قوياً هزّ أركان النظام السابق، ليأتي الآن من يصوّر أنه لم يعد أمام الثورة من مشكلة إلا من انضم إليها من العسكريين، متنكرين لوقوفهم إلى جانب الثورة وحمايتهم لها، ولا يمكن أن نساوي بين من حمى الثورة ومن قتل الثوار بالدبابات والقنابل والرشاشات.
وأشار الأكوع في ختام حديثه إلى التحديات، كأعمال التخريب وجماعات العنف المسلح، والاغتيالات، التي تواجه الثورة السلمية، مؤكداً على الوقوف بجدية لمواجهتها كما كنا في الساحات.
من جانبه طالب الأستاذ فؤاد دحابة نقيب المعلمين اليمنيين في بداية مداخلته رئيس الجمهورية باعتماد يوم 11 فبراير عيداً وطنياً، وهو اليوم الذي سقط فيه حسني مبارك، فخرج الشباب إلى الشوارع مطالبين بسقوط صالح.
وفي استعراض لأحداث الثورة قال دحابة أن الاعتصام في الساحات بدأ من تعز، "وقد ذهبتُ إلى هناك ممثلاً لنقابة المعلمين، ومن ساحة الحرية بتعز أعلنت انضمامي للثورة بصفتي الشخصية والبرلمانية والنقابية".
وعن منصة ساحة التغيير في صنعاء قال دحابة حاولت كمسؤول عن المنصة أن يشارك فيها جميع الناس بمختلف أطيافهم وقد صلّى بالناس في ساحة التغيير ما يقرب من 120 إماماً، وأذنّا بـ "حيّ على خير العمل".
وفي مداخلة لمدير المستشفى الميداني بساحة التغيير بصنعاء الدكتور محمد القباطي، أشار إلى الدور الكبير الذي لعبته المرأة اليمنية والمواقف المشرّفة التي سجلتها في أحداث الثورة، وتتوجت تلك المواقف بحصول الأخت توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام.
وعن شهداء وجرحى الثورة قال القباطي: "تعاقدنا مع العديد من المستشفيات لاستكمال علاج جرحى الثورة، وأرسلنا 65 حالة إلى مصر، و15 حالة أخرى إلى الأردن على حساب السفارة الفرنسية، وهناك جهات أخرى تتبنى علاج الجرحى في الداخل والخارج، كما نحاول بالتنسيق مع الحكومة والجهات الداعمة تعويض أسر الشهداء الذين بلغ عددهم 1444 شهيداً في أحداث الثورة السلمية".
وفي مداخلة لرئيس ملتقى أبناء صعدة الأستاذ بدر جبران، تحدث فيها عن الحضور الفاعل لشباب صعدة في ساحات التغيير الذين تجاوزا الـ 6500 شاب منضوين تحت ائتلافات كثيرة، مشيراً إلى المعاناة التي يقاسيها شباب الثورة في صعدة من تعسفات الحوثي، وهناك – حد قوله – أكثر من 40 شاباً في سجون الحوثي، هذا غير الاعتداءات المستمرة على الناشطين في الثورة.
الدكتور غالب القرشي قال في مداخلته: "أرى أن أبرز ما في الثورات العربية وخاصة اليمنية هي السلمية، التي لم يعرفها العرب من آلاف السنين، ولابد من الحفاظ على هذه الميزة خصوصاً مع التحديات التي تواجه الثورة، وتحاول إجهاضها".
العديد من المداخلات والتعليقات، تحدثت عن المؤامرات التي تحاك ضد الثورة، وعن نضال كثير من الشباب طيلة الأعوام التي سبقت 2011، وجميعها أكدت على ضرورة اعتماد يوم 11 فبراير عيداً وطنياً.
وفي ختام الفعالية أطرب الأستاذ صالح المزلم الحاضرين بأناشيد ثورية نالت أستحسانهم.
حضر الفعالية العديد من شباب الثورة والإعلاميين والمهتمين.