أنت و أنا .. وهي و هو !
ندعي ـ غالبا ـ أننا نفهم الكثير و الكثير عما يدور حولنا
وأن لنا يداً في تغيير هذا .. و تبديل ذاك !
فنقضي الساعات الطويلة ، نحلل فيها الأوضاع
ونحاول أن نقنع أنفسنا و الآخرين بأن ماحصل اليوم يفيد كذا !
و أن هذا بالتأكيد سيؤدي إلى ما سيحصل غدا !!
و ننتظر "غدا " بفاااارغ الصبر لكي نرى نبؤة ذلك المحلل " المدّعي "
فتكون المفاجأة ؟؟
لقد حصل عكس ما كان يتوقعه محللنا الفاضل
إننا في انتظار اللحظة التي يحضر فيها محللنا الفصيح
لننال منه ، و تنهال عليه اللطمات و اللكمات التي تبين أنه مجرد محلل وهمي !
فيأتينا و قد تغيرت ملامح وجهه .
فمنا من يظهر ابتسامته الساخرة ، و البعض يحاول إخفاءها
ولكن محللنا اليوم يظهر بوجه جديد .. وبكل ثقة بدأ حديثه :
أريتم ما الذي حدث ؟ لقد حدث عكس ما توقعت تماما !
هل تدرون ما ذا يعني ذلك ؟
إن ذلك يعني أن .....
ويبدأ حديثا جديدا و كأن شيئا لم يكن .. و الغريب
أننا نعيد الإنصات إليه من جديد وبنفس القوة و التركيز و نرهف له السمع
وكأننا نسمعه للمرة الأولى
وبقدرة قادر نجد أنه استطاع أن يقنعنا من جديد !
فنتبادل التساؤلات ، و يحتد النقاش و يشتد ، و نخلص إلى نتيجة جديدة . قد
تصيب و قد تخيب ؟
ويرفع محللنا المبجل الكأس زهوا إذا ما صدق تأويله !! وقل ما يحدث ذلك .
إلا أنه واقع لا محالة ولو لمجرد مصادفة
حينها يتنفس الجميع الصعداء وتصفق القلوب قبل الكفوف
ويكون محللنا حينها هو البطل الذي ليحلو المجلس إلاّ بوجوده
وبرغم معرفتنا به و بما يقوله
إلاّ أن صدر المجلس يبقى فارغا حتى حضور " محللنا الفصيح "
بقلم : نزار باحميد