في ذكرى استشهاد البنّاء حسن

في مثل مساء هذا اليوم 12/ شباط / فبرايرعام1949م أغتيل الإمام حسن البناء في قلب القاهرة بسلاح مصري وموظف حكومي واسم إسلامي كانت الرصاصة التي اخترقت جسمه غير قاتلة ولكنهم أسعفوه وتركوه ينزف وينزف حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.

ظن الأعداء أنهم باغتيال مؤسس الجماعة وقائدها سيقضون على جماعته ويستأصلون شأفتها فخاب ظنهم فمات البناء وبقي البناء شامخا :

إن للإخوان صرح كل شيء فيه حسن                          لاتسل عن من بناه أنه البناء حسن

قال سيد قطب (رحمه الله) يومها ماكانت ألف خطبة وخطبة وألف رسالة للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس الإخوان كما ألهبتها قطرات الدم الزكي المهراق :

 (إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة)

فنم في جوار زعيمك الهادي فما                                            شيدت يابنّـــــاء لم يتهــــدم

فلك أن تتخيل شاب في سن الثالثة والعشرين من عمره يؤسس أكبر جماعة إسلامية منظمه في العالم .. نعم فقد ولد حسن البناء (عليه رحمة الله) بمدينة المحمودية بمصر في عام (1906م) وحفظ القرآن الكريم وعمره (14) سنة وتخرج من دار العلوم عام (1927م) وشكل أول نواة لجماعة الإخوان المسلمين عام (1928م)

قال عنه اليوم الشيخ المصري السلفي الكبير محمد عبد المقصود أنه عندما سقطت الخلافة رثاها الشعراء بأبياتهم وبكاها الخطباء من على المنابر وأمسى المسلمون كالأيتام على مائدة اللئام إلاّ شابا واحدا اسمه حسن البناء كان يمشي بين الناس يقول لهم : هيا بنا نعيد الخلافة من جديد على منهاج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فياليتني كنت معه فأفوز فوزا عظيما..

ويقول محمد مهدي عاكف المرشد السابق للإخوان المسلمين  لقد نجح الإمام البناء بما وهبه الله من عمق إيمان وصدق يقيني ونفاذ بصيرة في أمرين :

الأول : نجح في أن بين أن الإسلام منهج حياة متكامل صالح لكل زمان ومكان من خلال الفهم الشامل والصحيح والدقيق لهذا الدين .

الثاني : أنه لم يكتف بالتنظير والكتابه بل إتجه الى العمل وتربية الأجيال وإعداد الرجال الذين يحملون هذا الفهم العميق والحماس المتدفق والعمل المتواصل له .

ويقول تلميذه الشيخ يوسف القرضاوي لقد فهمنا الإسلام الذي ننشده : إنه إسلام القرآن والسنة إسلام التيسيير لاالتعسير , والتبشير لاالتنفير , والرفق لاالعنف , والتعارف لاالتناكر , والتسامح لاالتعصب ، والجوهر لاالشكل ، والعمل لاالجدل , والعطاء لاالإدعاء , والتجديد لاالجمود , والانضباط لاالتسيب والوسطية لاالغلو والتقصير .

إسلام يقوم على عقيدة روحها التوحيد , وعبادة روحها الإخلاص , وأخلاق روحها القيم والخير, وشريعة روحها العدل , ورابطة روحها الإخاء وثمرة كل ذلك حضارة روحها التوازن والتكامل.

فرحم الله الإمام الشهيد حسن الأمام فقد ربى أتباع لامعجبين أرقام لا مطبلين فهذه حقيقته البناء إحسان البناء بل عبقرية البناء كما يقول سيد قطب وأن هذا القرآن لا يعطى سره إلاّ للذين يخوضون به المعركة ويجاهدون به جهادا كبيرا .

فحقا لقد كتب الله لهذا المجدد القبول في الارض وهاهي جماعته اليوم  تقود التغيير وثورات الربيع العربي  والإسلامي كالطيب أردوغان ومرسي واحمد يس ومشعل وهنية وبن شملان وغيرهم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .. فسلام عليه في يوم استشهاده وسلام عليه يوم يبعث مع الأحياء ..

بقلم : سالم حديجان

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص