ما أن أنهيت قراءة كتيب فارس النور للأخت عائشة الصلاحي الخبيرة في التنمية البشرية إلاّ وأيقنت وتحتم بداخلي أن الحياة ليست بالأمر الذي يراه الكثير مننا اليوم ، وأعجبني أحد مقالاتها فيه ، الذي ينطبق تماما على ما يجابه الدعاة إلى الحق والعدل والمساواة في يمننا الحبيب ، فلقد تكالبت عليهم القوى وكأنها عاصفة أرادوا بها العصف والإطاحة بحملة هذا الفكر ابتداء من الهجوم الإعلامي والتحريض العدواني ومن ثم الهجوم المباشر ، وفي ضل هذا الوضع والمحك الحقيقي للانتماء قد يكون للبعض رأي شخصي من الأحداث فلا مانع ان يبديه ، فالعواصف متنوعة والأشجار التي تقاوم العواصف أنواع وأشكال فهنيئا لذوي الجذور الراسخات ، فأعنف العواصف وأشدها ضراوة هي التي تضرب من الداخل ، وأوجزت هنا ما تم طرحه فيه من ارشادات حبذا الالتزام بها :
* تحصن خلف أسوار أقوى مبادئك ، تحصن في دروع ثقتك المطلقة برحمة الله أولا ثم بنفسك وبأفكارك الأكثر تجذرا في روحك ، وهي وبكل وضوح تدعوك إلى التوحد ونبذ التعصب والتفرق والظلم ، وكن مرنا وبدل تكتيكاتك للبقاء فالأساس ثابت وتذكر أن المرونة غير مخزية فيما دون الخطوط الحمراء الأساسية .
* لا تزد نفسك هما فما هو موجود لن يذهب بالندب والنواح بل علينا تقبله بوعي مع إيجاد الحلول ، وعمق في نفسك بأنك قادر على فعل الكثير مهما كانت الخسائر فالأشجار الأعمق جذورا قد تفقد أغصانها بل وقد تنقضم من سيقانها إلا ان جذورها ضاربة في الأعماق تحمل بذور الحياة و ماهي إلاّ أيام قلائل حتى تبدأ البراعم بالأزهار مبشرة بحياة جديدة .
* لا تستعجل النصر في الوقت الراهن فالنصر الحقيقي هو أن تخرج سالما واعيا لما تريد فالهمة هي الوعظ والتنوير والارتقاء بمجتمع بل وبأمه فلا داعي للعجلة للحصول على النصر .
* أمض ولا تلتفت فالفتن سنة الرحمن في عباده والتغيير سنة كونية فأيامك لن تكون كلها عاصفة ولن تكون كلها هادئة .
* أصلح ما فسد ولكن بإبداع اكبر مستفيدا من الخبرات وتذكر أن المدن الراقية الآن والتي تعد مقاومة للزلازل في أوربا واليابان هي أصلا مدن أعيد بناؤها بعد تدميرها الكامل بأسباب كارثية ولقد استفاد أهلها مما حدث لهم فأعادوها أكثر حصانة ومقاومة للكوارث .
* وأخيرا كن متطوعا ومد يد العون للآخرين ولا تنتظر يد العون بل بادر لتكن لك اليد العليا.. وماكان أصيلا في أعماقك ويستحق البقاء سيبقى وماكان هشا فمن الأفضل أن تتخلص منه باكرا لتبدله بأحسن منه .
فيا أصحاب الفكر السامي ويا من نذر نفسه أن يعيش للإسلام ابشروا فإنما النصر صبر ساعة ولا بد أن يكون هذا الصبر مصحوبا بالعمل الجاد والحقيقة المسلم بها تقول : أن من يستعلون القمم لا بد من أن يصيبهم النصيب الأكبر من العصف وذلك لعلو مكانهم فهم دوما أصحاب المواجهة المباشرة .
بقلم : عبدالله أحمد باسالم الديني