في زمن تزداد فيه الظروف المعيشية صعوبةً ، وفي لحظات انتظار أبناء الوطن بشوق إلى من يحمل معاناتهم المتزايدة جراء صعوبات الحياة ، وفي ظل ظروف دقيقة وحرجة تمر بالمجتمع واضعةً نسيجه الاجتماعي وأمنه واستقراره على المحك ، ودون أي مبالاة بالنتائج الخطيرة لزج الوطن في الصراعات السياسية ، تم تدشين حملة مسعورة على الحركة الإسلامية في اليمن في صيغتها الحالية ( التجمع اليمني للإصلاح ) من خلال فتح باب للشر والفتنة لتوريط الجمهور في دوامة جدل ينتهي إلى صراعات سياسية يصعب التكهن بنهاياتها ، وجرجرة المجتمع باستغلال عواطفه وجراحاته ، وتبديد جهوده بعيداً عن قضاياه الحقيقية ، وهمومه اليومية ، وخصومه الحقيقيين ، وإشغاله بالقوى الوطنية المخلصة لينسى الخصم الحقيقي المتمثل في بقايا نظام صالح الاستبدادي .
ومن وسائل هذه الحملة الهستيرية المجنونة المواقع الالكترونية والصحف والقنوات الفضائية الممتلئة بالأراجيف ، والأكاذيب ، والأحقاد .
ونقول لهؤلاء لقد طاشت سهامكم بعيداً عن الخصوم التاريخيين الحقيقيين للجنوب وهم المخلوع وجنوده ، والماركسيون الذين دمروا الجنوب ذات يوم بتحالفهم الأعمى مع الشيوعية وغير مبالين اليوم بتدمير جديد لهذا الوطن بتحالفهم المعلن مع دولة الشيعة المرتبطة بمصالح إسرائيل في المنطقة .
أما الإصلاح كتنظيم إسلامي فلم يقدم للجنوب إلاّ الخير مجتهداً في ذلك غير مدعي العصمة ، وهو احد ضحايا نظام صالح الاستبدادي ، والتآمر الشيوعي الشيعي .
وإن تحميل الإصلاح ظلماً كل ما لحق بالجنوب هو بمثابة إعطاء صك براءة للقتلة واللصوص الحقيقيين و المعروفين جيداً لدى الشعب .
ولا معنى لهذه الحملة البائسة التي لا تعرف عدواً سواء الإصلاح إلاّ الارتماء في خندق الثورة المضادة إلى جانب قوى الشر الحاقدة على القوى الإسلامية الفاعلة في ثورات الربيع العربي .
إن أكثر من عشرين عاماً كافية للتعرف على الإصلاح من خلال مؤسساته وإصداراته ومواقفه بدلاً من التحريض عليه بوعي أو بدون وعي .
وإن هذا التحامل الهستيري وهـــذا التشويه المتعمــد " للإصلاح" غير مبرر وغير منصف .
بقلم : حسن صالح الجريري