انتفضت شعوب الربيع العربي في كل الأمصار من أجل الحرية ، والتحرر من العبودية البشرية ، فاصطدمت بمصالح أشخاص لاهم لهم إلا أنفسهم ، وتعرقلت بأشخاص انتهت منافعهم ، انطلقت أول شرارة الربيع العربي من جنوب اليمن الذي صاح بعد سكوت طويل رافضا للظلم ، ومطالباً بحريته المسلوبة ، وحقوقه المنهوبة من قبل الظلمة والمجرمين ، بعد أن كان يعيش الجنوب في ظل سياسة فاشلة ، ووعود كاذبة ، وتحت حكم العائلة ، وكان الجنوبيون يؤملون في أن يعيشوا في حرية أوسع من التي نالتهم بعد أن سلبت من النظام السابق في الجنوب الذي كان أشد ظلما ، إذ تُحارب اشريعة علناً ، ويُعتدى على العلماء والدعاة ويخرجوهم من بيوتهم أمام أهليهم يزجون بهم في السجون ، وانتشار الفساد من شرب الخمور ، وتمنع الحلقات ودروس لعلم في المساجد ، ويُدعم السفور والاختلاط وخروج المرأة كاشفة أمام الناس ل ويدعون إلى ذلك عبر الشعارات والهتافات ، وكانت السياسة يحكمها حزب واحد تربع على الكرسي ولا يتيح التعددية الحزبية ، وانتشرت الحروب بين الجنوبيين نفسهم وتصفية الحسابات ، والطائفية المناطقية ، وسياسة التخوين .
ثم اتفق النظام السابق في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع نظام لجمهورية العربية اليمنية سابقا على توقيع عهد الوحدة بدون مشاورة الشعب ، فاستقر لجنوب من الصراعات الداخلية ، وتوسعت دائرة الحرية ، فأحس الشعب الجنوبي الحرية أفضل من السابق ، ولكن اندلعت حرب 94م بسبب الخلاف بين قيادة الطرفين
بدون مشاورة الشعبين الجنوبي والشمالي ، فقام الشعب الجنوبي بإرادة الله التصدي لهذا الظلم والفساد ، وشارك في حرب 1994م مع إخوانه معبراً عن رفضه لحرب و لكي ينعم بالحرية ، فتهلل الشعب بالانتصار ، وبقي الرئيس السابق علي الح يمارس سياسته الفاشلة التي شوهت الوحدة ، رغم هذا ظل من يناصره ويسانده ن بعض أبناء الجنوب حتى انتخابات 2006م التي كانت أول ثورة ضد علي صالح قادها لمهندس فيصل بن شملان رحمه الله ، وصدع بكلمه الحق ، وصرخ في وجه الباطل ، لكن التزوير في الانتخابات جعلته من يخسر الفوز ، وما خسر لأنه جعل الشعب كله ثور ضد الظلم ، ونزع الخوف والهيبة من صدر الشعب والقوى السياسية .فيعيش لشعب أفق الحرية من بعد انتخابات 2006م .
فالذي يدعي الحرية في جنوب اليمن سابقاً هو الذي يقتل الحرية ، ويعتدي على لتعددية الحزبية ، فيعتدي على كل صوت غير صوتهم ، وعبارتهم المعروفة ( لا صوت علو فوق صوت الحزب ) ، ولا يسمح برفض أي قرار حتى ولو كان يخالف شرع الله قولهم ( نفذ ثم ناقش ) ، فهل هؤلاء سيتركون للشعب حريته وقد سلبوها في الماضي؟
ويدعون اليوم أنهم سيتركون للشعب حريته ، فلا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين ، هذه حيلة ماكرة لكي يخسر بعض الأطراف في الجنوب التأييد الداخلي والخارجي ، كالذي يدس السم في العسل .
فالشعب الجنوبي انتفض يطالب بحريته وحقوقه المسلوبة من الأنظمة السابقة ، يا ه من شعب عظيم لو كان له رجال ، فقد خرج يدعو إلى التصالح والتسامح ونبذ لغة لانتقام والتخوين والعمالة ، ويلتحم مع بعضه بعضاً لكي ينعم بروح التوافق ، يعيش في أمن وأمان ، ويحقق العدل والمساواة .
فستشرق شمس الحرية ، وستنتشر أشعتها في ربوع الوطن الذي وصفه النبي صلى الله ليه وسلم بشعب الإيمان والحكمة .
فالشعوب الواعية لن ترضى بعودة الماضي ، ولن ترضى بالظالم أن يرجعَ مرة أخرىبعد أن تحررت من العبودية .
بقلم : محمد سعيد باوزير