كتبت عدة مقالات حول تعاملات عساكر المركزي بحضرموت، والمتمثلة بإطلاق الرصاص حتى عند أتفه الأسباب، سوى من قبل هؤلاء العساكر، أو من بعض المبطنين منهم ، حيث راح ضحيتها الكثير من شباب حضرموت الأبرياء ، رغم ما يتمتع به الحضارمة من سلوكيات وتعاملات طيبة يشهد لها الجميع ، وتختلف تماماً عن ثقافة المجتمعات الأخرى أكانت شمالية أو جنوبية - والتاريخ يشهد بذلك - ولو أن بعض الحضارمة يريدون التحرير وهم متشمللون ، ولعل آخر مقال كتبته حول هذا الأمر ونشر بعدة مواقع يوم 20/7/2012م كان بعنوان:{ يا حكومة الوفاق .. أبعدي عن حضرموت الهمجية وأخواتها}.
واليوم نرى هؤلاء العساكر يجددون تلك ثقافة الهمجية بحضرموت ويطلقون الرصاص تخويفاً لأبناء حضرموت دون أن يميزوا بين من يرميهم بالحجارة وبين المارة.. ربما بعض الثوار السلميين يحملون السلاح كما سمعنا ، ولكن الأغلبية منهم يرمونكم بالحجارة ، وحسب التوجيهات المعطاة لهم ، فهم يعادون ويعتدون على مكونات بعينها ويتركون أخرى ولو كانت أكثر ظلماً لحضرموت ، ويعتدون أيضاً فقط على البسطاء منكم ويحللون أموالهم {وكأنه تأميم السبعينيات} ويتركون كبراءكم والمتنفذين عمداً يهنئون في فللهم التي بنوها من خيرات حضرموت {الحلوب}.
إن مطاردة الأطفال - كتوم وجيري- بالمصفحات داخل أحياء المدن وإطلاق رصاصها على منازل المواطنين أمر لا تقره الأعراق العسكرية - إن كنتم تفقهونها- وأن كنتم أيضاً تعتقدون بأن مثل هذه الأفعال سترهب شباب الحضارمة ، فهذا أمر عدا زمنه ، وأن إطلاق الرصاص من مثل هذا العيار أمرٌ غير مبرر في كل الأحوال ، وأن من الآداب العسكرية لا يجوز أن ُتقابل الحجارة بمثل هذه المصفحات ، وإن هذا النوع من السلاح ، والاستبسال ليس مكانه الشوارع ، وإنما هي ساحات البطولة والشرف {كحرب صعدة مثلاً}، صحيح أن الأطفال هم السبب المباشر لانجرار العساكر إلى الشوارع ، ولا يراعون الأضرار التي ستصيب الأهالي داخل بيوتهم لأنهم بدون راعي.
على كل حال لا يجوز لكم استخدام مثل هذه الأسلحة في الشوارع لأنكم بحضرموت ولستم {بحلب}، والأولى أن لا تقابل المسيرات بالمصفحات ، فهناك وسائل يعرفها القاصي والداني تحد كثيراً من اقتراب المسيرات من العساكر ، وإذا أُصيب أحد العساكر إثر رمي الحجارة فهذا أمر طبيعي لابد على العسكري أن يتحمله كونه من طبيعة عمله ، وكثير ما نشاهد إصابة العسكري في مثل هذه الإصطدامات في أنحاء العالم ، وحتى إذا أُستخدم ضد العسكر السلاح فلابد أن يكون الرد بحذر لأن هناك أبرياء وليست المسألة { علي وعلى أعدائي} أو باللهجة الحضرمية{ من شق وطرف}ونحن شاهدنا بأم أعيننا أصحاب الأطقم والمصفحات وهم يطلقون النار بين فترة ة وأخري حتى وأن لم يكن أحداً متواجدا بالسوق ، وهذا لغز لم يقدر أحد على تفسيره .
وأن اتخاذ هذه الأجهزة إطلاق الرصاص من أي أعيرة كانت وكأننا {بحلب} ، كوسيلة لتقليل التجمعات فهذه ثقافة مليشيات ، وكذا الضرب المبرح بأعقاب البنادق على كل من وقع بأيديهم وأن كان بريء ، فهذا أيضاً أمر يذكرنا بطريقة سحل الناس من قبل الحزب ، أو حتى ضرب رجال الشرطة لأنهم خالفوا هؤلاء العساكر وطبقوا القانون.. فهذه الهمجية بعينها ، وأن استمرارها يجعل الباقون يكرهونكم !! .. فهل ستنهي هذه الحكومة مثل هذه التعاملات ، أم أن جد الكلاب واحد ؟!!...
بقلم الأستاذ : سعيد جمعان بن زيلع