حضرموت .. وسلفية ما بعد السلطان

بحياء وحذر .. وببراءة مراهق متسيس .. لعبوا ومكروا ونكروا .. تحت شعار " إذا ذهب القط إلعب يا فأر "  .. من على منابر  وحلق العلم والذكر التي اقتصرت وعودت مستمعيها وطلابها دائما على الحيض والنفاس والشرك الأصغر والأكبر وباب تحريم النزول على الحاكم  (ولو جلد ظهرك)  وحكم التمتع بلعق أحذية السلطان ...

قُطٍع ضرع السلطان  وكان الفطام المتأخر آذنا بدخول مرحلة المراهقة المزعجة .. مراهقة الأنانية والكفر بالجميل والأخ والصديق .. مراهقة البحث عن ما بعد السلطان .. مراهقة الحقد والكيد والنكران .. ما كان حرام الخوض فيه أيام الرضاعة أحلّته المراهقة .. أصبح الأخذ بيد السلطان خديعة بعد أن كان التمتع بلعق حذائه مستحب .. حديث السياسة في المسجد بالأمس كان فتنة واليوم طرد  خطيب من على منبره  واجب لخلاف سياسي .. قطع الطريق واقتحام وإحراق الممتلكات العامة والخاصة حق مشروع وأي حديث عن تصحيح مسارات الحياة السياسية - وجمع المسلمين على كلمة سواء - والأخذ بيد السلطان بدعة واستفزازا وأمر لا يمكن القبول به .

ما هذا يا قوم .. لِم كل هذا التخبط والتناقض والسقوط  القيمي ..؟  الإخوان أكبر من لعبة  " إذا ذهب القط إلعب يا فار "   ما هكذا تورد السياسية ولا هكذا الأخلاق المحمدية ما هكذا التنافس ولا هكذا التعدد السياسي والفكري ، مهما خفت ضوء الإخوان أو بدا لكم زوالهم  لا تفرحوا ولا تستبشروا لأنكم ستزولون من بعدهم - ستُؤكلون بعد أكل الثور الأبيض - فاحرصوا على بقاءكم ببقاء الإخوان  ، ولن تقلع شجرة الإخوان - بإذن الله - لأن أصلها ثابت وفرعها في السماء .

استفيدوا من التجارب والتحالفات الموجودة على الساحة  وحددوا تجاه بوصلتكم .. ولتعرفوا من عدوكم  الحقيقي ومن حليفكم  الفعلي عودوا بذاكرتكم قليلا إلى الوراء ، وتذكروا قوائم الإعدام وزنازين التعذيب التي جمعتكم  بالإخوان .. تذكروا الجلاد والسجان والغاشم السلطان  .. وتذكروا المشاريع الدعوية والاجتماعية والخيرية العملاقة التي جمعتكم بالإخوان - على سبيل الذكر لا الحصر منها  مشاريع الأعراس الجماعية - .. تذكروا وتذكروا و تذكروا .. ستجدوا أن الإخوان لم ولن يكونوا أعداءكم ولا حجر عثرة أمام مشروعكم بالعكس ستجدوهم نعم المعين وخير الرفيق فلا تخذلوهم بمزايدتكم والتحريض عليهم  طمعا في السيطرة فهم منكم وانتم منهم  .

أخيرا لا تضيقوا السياسة  إلى تحت قدميكم وحواليكم و لا على بني فكركم ولا تفصلوا واقعكم  على الواقع العربي  الإسلامي أدركوا متغيرات ألامه و تحولات الخارطة الإسلامية ستفهموا حل اللغز وستعرفوا العدو المرحلي وخطره ، والحليف الاستراتيجي وخيره ، والمشروع الحقيقي وسعته .. وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح ...

بقلم / أمين بارفيد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص