أكـلت يــوم أكــل الثــــور الأبيــــض

قراتي لما يحدث هذه الأيام في اليمن عموماً والجنوب خاصة من هجمة شرسة على الإصلاح انما هي جزء لا يتجزأ من الهجمة الغوغائية على الاسلاميين في دول الربيع العربي من قبل أعدائهم من اليساريين والعلمانيين والقوميين ، لكي يشوهوا صورة الاسلاميين في شعوبهم ويعطوا صورة للعالم أن الاسلاميين غير مرغوب فيهم بعد الثورات التي اسقطت حكامهم ، وهي خطوة استباقية ينفذها من يحاول اعادة القومية أو العلمانية وإحيائها لأنها أصبحت لا تكاد تذكر في اليمن ، لكي يصلوا الى انتخابات 2014 وقد اسقطوا الاصلاح واستبعدوه من أي استحقاقات قادمة وقد هزوا شعبيته لكي لا يحدث ما حدث في الانتخابات المصرية ( البرلمانية والرأسية ) وكذلك انتخابات تونس ، فكثيرا ما تجد من يتحدث اليك اليوم قائلاً أن شعبية الاصلاح انتهت ( الاصلاح فص ملح وداب وموعدنا 2014م) .

يظن الكثير في اليمن أن ما يحدث هذه الأيام من صراعات ومعارك هي بين الاصلاح والحوثي في الشمال والاصلاح والحراك في الجنوب ، ولكن الحقيقة أن الصورة الحقيقة لما يحدث من صراع انما هي معركة بين منظومة تحالف تشكلت بعد اسقاط الرئيس علي عبد الله صالح من الحكم ، لضرب الاصلاح و الاخوان المسلمين - بمعنى أدق - لمنعهم من الوصول الى سدت الحكم ، وقلت الإخوان المسلمين لأن هناك منهم من هم في ذلك التحالف وخاصة في الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط فهناك قيادات للحراك من أبناء الحركة الاسلامية كأفراد خرجوا عن الجماعة لقناعة منهم أن دور الاصلاح والإخوان في اليمن لم يكن مرضيا لهم وأن هناك أخطاء فادحة من وجهة نظرهم ارتكبوها في الفترة السابقة ، ولكنهم مازالوا متمسكين بمشروعهم الاسلامي الذي تقوم عليه الحركة الاسلامية في الوطن العربي وهو الخلافة الاسلامية ، فهم اسلاميون وسط المنظومة اليسارية العلمانية واقصد (بالشيعية) جماعة الحوثي .

وأقول للإسلاميين الذين في الحراك أنتم اليوم تريدون التخلص من الاصلاح واسقاطه من الحكم فلتعلموا أن من وقفتم معهم اليوم سيتخلصون منكم غداً لأنكم اسلاميون ، وتحملون مشروعا اسلاميا عظيما وهذا ما صرح به الكثير منكم في بعض جلساتنا معكم وعلى صفحاتكم على الفيس بك ، فالقيادات الاشتراكية في الحراك منزعجين من وجودكم في الحراك وهم مازالوا يشكون فيكم ، ولذلك البيض متمسك بكم الان لأنه لم يعد يثق بقياداته الاشتراكية بل وبعضهم خرج عن طوعه و انهم لم يقفوا معه في حرب صيف 94 ولا هذه الأيام وهو أيضا لم يجد فيهم النزاهة وتاريخهم اسود معروف للجميع ، فوجدكم انتم أصحاب الأيادي التي لم تلطخ بالدماء وأصحاب الصفحات المشرقة و قبول الناس عليكم .

وبالنسبة للإسلاميين من الاتجاهات والتيارات السلفية فهم مازالوا خارج الصراع والمعركة الحقيقية ، ولم يتم استهدافهم كإسلاميين يحملون مشروعا اسلاميا وهو تحكيم شرع الله في البلد ، لأنهم لم يدخلوا في تحالفا مع القوى الإسلامية التي تقود التغيير ( الإصلاح وحزب الرشاد السلفي ) وأيضا هناك سلفيين في الحراك يؤصلون ويفتون ويوجهون الحراك وهناك سلفيون في حياد ومازالوا صامتين ولم تتضح لهم رؤية الهلال بعد كما يقولون هم في بدايات الثورة في حضرموت ولكن مواقفهم هي اقرب تأييدا للحراك وسبب ذلك هو انهم خائفين على قواعدهم ومصالحهم مع السلطة المحلية الحالية وكذلك خوفهم من الاعتداءات التي قد تطالهم من الحراك اذا وقفوا مع التغيير، فحينما يكونون متواجدين في صنعاء فهم مع التغيير وفي حضرموت مع الشارع ، وهناك السلفيين الذين يرون في خروج الناس على الحاكم الذي اسقطوه لا يجوز ، ويقولون ما الفائدة من الثورات والديمقراطية التي تريدونها وأن ما يحدث هذه الأيام هي فتنة ، تبريرا منهم لهم على عدم تأييدهم الثورة الشبابية السلمية التي اسقطت الحاكم المستبد في اليمن .

وأقول لجميع السلفيين في حضرموت و الإسلاميين الذين في الحراك ، اذا تمكن أعداء المشروع الإسلامي من القضاء على الإصلاح والإخوان المسلمين في اليمن حينها ستدركون حقيقة وحكاية الثور الأبيض والأسود مع الأسد .

•.. وفي الخــــــــتام لا أظــن أن اللبيب لا يفـــهم . .

بقلم د . عبدالله الحضرمي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص