في وادي حضرموت كان أربعة شركاء فاعلون يساهمون في تربية الأولاد هم : الأسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع .. ولهذا رأينا أجيالا ناجحة في حياتها دينيا ودنيويا حيث ما عاشوا .
اليوم جميع الأسر تشكوا من صعوبات ومعاناة في تربية الأبناء بل تصل إلى ارق للآباء والأمهات .. ماذا حصل حتى تعثرت التربية في بيوتنا ووادينا ، لابد ان يكون احد الأربعة تلكآ في أداء دوره .
البعض يعزو التعثر في تربية الأولاد لظهور التقنيات الحديثة ، لابد أنها واحد من الأسباب .. يحكي احد الدعاة من مدينة شبام قصة فيها بيان لمساهمة المجتمع في التربية حيث كان كل الأطفال وقتها يكونون بين المغرب والعشاء في حلقات تعليم القرآن في المسجد .. احد الجزارين في السوق لاحظ ولد جيرانه في السوق بين المغرب والعشاء فدعاه وسلمه الكبد وقال له إعطئها لأهلك .. مع العشاء الأب سأل عن من اهداء لهم الكبد وعرف إن ابنه كان في السوق بين المغرب والعشاء وقت حلقات القرآن في المسجد .
كنت هذا الأسبوع في زيارة للمدرسة التي يدرس فيها ابني محمد ووجدت مدير المدرسة مع الطاقم التدريسي يعانون معاناة كبيرة من شيطنة بعض الطلاب وأكثر معاناتهم من عدم تجاوب اللآباء معهم لصالح أبنائهم .
كما أن مدرسوا حلقات القرآن في المساجد معاناتهم أكثر لأن حرمة المكان ضاعفت مسؤولياتهم وقللت من هامش فرض عقوبات التأديب .
كثير من الأسر أهملت دورها في التربية واعتمدت على المدرسة والمسجد وانعدمت مساهمة المجتمع في التربية فانحرف الأبناء .
خلاصة القول أجدادنا ورغم ضعف الإمكانيات عندهم في ذاك الوقت رسموا لنا طريق التربية الصحيح ولمسنا نتائجها الطيبة .. وابتعدنا عنها فترة من الزمن ولمسنا نتائج بعدنا في حاضر ومستقبل أولادنا .
فلماذا لانعود بالأركان الأربعة ويودي كلا منا دوره ليصلح الأبناء لأن في صلاحهم خيري الدنيا والآخرة .
بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه