لا تظنوها ابتسامة أو أحجية!! فلربما ظننتموها كذلك، ولكنها حقيقة وواقع مرير ..
فالمتعلم في نظر الجميع هو من يقرأ ويكتب، ولكن المضحك المبكي أن نجد الكثير من المتعلمين لا يقرؤون ولا يكتبون !
تشكو الكثير من المدارس من تلاميذ وطلاب - ذكوراً وإناثاً - لا يستطيعون أن يقرؤوا أو يكتبوا، إن قرؤوا تلعثموا، وإن كتبوا فكتاباتهم أحرفاً وكلمات لا تمت للغة العربية بصلة، وخارج نطاق قواميس اللغة العربية؛ تُعجز المعلم عن فهمها !
بل أن بعض الأمهات تستغرب كثيراً وتخبر الأخريات أن ابنتها أو ابنها لا يستطيع أن يقرأ جملة على بعضها إلا بعد تهجأة الأحرف، وبعد جهد جهيد تنطق الألسن بكلمات غير مفهومة، وغير معبرة (وأنا لا أتكلم عن من هم في الصف الأول) .
إن اللغة العربية هي الأساس، وإذا لم يستطع الطالب قراءة السؤال في أي مادة من المواد فمن البديهي جداً أنه لن يستطيع الإجابة عليه .
ترى من المسئول عن هذا الضعف والتراجع، لماذا أصبح بعض طلابنا وطالباتنا في هذا الحال المزري والمشين ؟! أكانت البداية هي السبب لم يجدوا المعلم الجيد الذي يهتم بهم بأن يجعل منهم طلاباً وطالبات يجيدون القراءة والكتابة ؟! أم أن الإدارات المدرسية لم تضع هذا الأمر في عين الاعتبار، أم السبب هو الأهل لعدم اهتمامهم بأبنائهم وقلة تواصلهم مع المدارس بهذا الشأن .. أم أن الكل مسئول؟!
أُعجَبُ كثيراً عندما أسمع طالبة في الصف الثاني أو الثالث وهي تقدم فقرات الطابور الصباحي بفصاحة وطلاقة، وأتفاجأ بأخرى تتلعثم وتواجه المطبات الكثيرة وهي تقرأ حكمة أو خاطرة قصيرة !! من هنا بدأ تساؤلي : لم هذا الفرق الشاسع بينهما ؟!
بكل تأكيد الإدارات المدرسية على علم كبير بهذا، وأنا الآن أبارك بعض الإدارات المدرسية التي فطنت للأمر جيداً وبدأت بدراسته لإيجاد البرامج والحلول التي ترتقي بمستوى الطلاب في هذا الجانب .
فديننا دين العلم، وأول ما أنزله الله عز وجل على نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه كلمة (اقرأ)، قال تعالى : (اقرأ باسم ربك الذي خلق) ..
لذا على أصحاب الشأن أن يبذلوا ما بوسعهم لإخراج الوضع التعليمي من هذا المأزق ليكون الشعب اليمني شعب متعلم مثقف، كما أن له تاريخ مشرق يكون له حاضر ومستقبل مشرق.
بقلم :الاستاذة / أفراح قمصي