الكرامة تدير الحوار الوطني

طالما افترق اليمنيون وتفرقوا , واختلفوا وتخالفوا , وطالما طال بهمالشتات , وباعد بينهم الفتات , فرقتهم السياسة النجسة للإدارة الفاشلة التياستباحت دمائهم وداست كرامتهم .

لكن الإباء والنخوة والكرامة تأبى أنيطول الشتات , ويستمر الفراق , ولابد لتلك الدماء الزكية التي أريقت علىتراب الحرية في جمعة الكرامة , أن تكون سببا يجمع اليمنيين على مبدأالوطنية والسلامة , نعم لقد آن لهذه الدماء ان تكون سببا للم الشمل ,وردء الصدع , وتطبيب الجراح.

لقد كان اختيار هذا اليوم - 18 من مارس-  للحوار الوطني موفقا , ومدروسابعناية , ليكون نقطة تحول وانطلاق لليمن واليمنيين , وكما أنه الذكرىالتي لن ولن ينساها اليمنيون , فهو يوم الانتصار للشهداء والجرحى – وإنحضر فيه أحفاد ابن العلقمي وابن سلول وابن الأحمر والأبيض والأسود.

والأسر والعوائل الحوامل بالحقوق والحريات والأموال العامة وممن تلطختأيديهم بدماء اليمنيين – لكن جمعة الكرامة هي من كانت تديره وتزمجر فيه!!.  ورغم الشوائب والمواجع التي بدا بها الحوار من عدم تمثيل لائقلأمهات الشهداء والجرحى وأبطال الساحات من الأعين الساهرة والجباه الساجدوالأيدي الرحيمة!! . إلاّ أن الحوار كان لابد له أن يبدأ ويستمر , وتصححبعد ذلك المسارات وتغير الإطارات لكن على عربة جديدة ويمن جديد.

لقد كانت جمعة الكرامة في قصر الرئاسة حاضرة شامخة , وكان يوما ثوريابامتياز , وإن لم يكن على المستوى اللائق بالثوار, لكنه يوم مشهود انتصرفيه المواطن المسالم على القاتل الغاشم , وتغلبت فيه الكلمة الصادقةالحرة, على الرصاصة المارقة الحارة  وهو اليوم الذي تغلبت فيه حكمةالشعب الحكيم , على حاكم الشعب اللئيم.

كلمة الرئيس هادي , وكلمة بن عمر - التي كتبت بمداد الكرامة - ووقفة الحدادوقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء , لن تمر بسلام على المخلوع  وبلاطجتهوسيذوق منها صالح ومن معه شتى ألوان الرعب والمرارة التي لن تفارقهم حتىينالهم قصاص الأرض  وعدالة السماء!!. 

كما إن المشهد لن يكون عابراً! حينيشاهدون مؤتمر الحوار الوطني يدار من المكان الذي كان يعلو فيه هبل ويصدرفيه قرار القتل والإجرام , ذلك المكان الذي كان يعد فيه طعام السفهاء ,ويجتمع فيه المنافقون حول ابن سلول , لإدارة معركة الدماء والأشلاء , ثمتوزع فيه بعد ذلك صكوك التوبة والغفران لمن انسلخ حياءه وباع كرامتهوتنازل عن أدنى أخلاقياته وتخلى عن بني جنسه , ذلك المكان الذي كانت تسددمنه رصاصات الغدر والعدوان على صدور الطهر والنقاء والوطنية , المكان الذيتطاولت منه الألفاظ الساقطة على بنت اليمن الحرة الطاهرة العفيفة.. المكانالذي تعفن ما فيه ومن كان فيه من التخمة والسحت لثلاث وثلاثين عام .

المكان الذي انتهكت من داخله حرمة أبناء اليمن واعتدي على كرامتهم فيجمعة الكرامة , التي راح ضحيتها 52 شهيدا ومئات الجرحى .

لقد أبت الدماء الزكية التي سالت من الأجساد الطاهرة إلا أن تطهر هذاالمكان من كل الأوساخ , ليكون نقطة تحول ونقطة انطلاق – وإن كانت ليستعلى المستوى اللائق بشهداء الكرامة-بل لقد كانت دماء الكرامة تغلي تحت البركاني و تحركه من مكانه . 

بل لقدكانت تخنقه وهو يضطرب يمنة ويسرة لا يدري أين يضع لفافة الورق – التيبيده- فوق رأسه أم تحت قدميه وكأنها كانت حملاً ثقيلا أتعب كاهله !! .

إنها الدماء التي لن تجعله يهدأ !! . إنها الدماء التي لن تجعله يرتاح !!

إنها الدماء التي لن تتوقف عن الغليان حتى تكون بركاناً يثور علىالقتلة والمجرمين !!. بركاناً احمر لا يبقي ولا يذر!!

بقلم : فـؤاد الحبيشي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص