الثامن عشر من مارس 2013 م يصادف الذكرى الثانية لمجزرة جمعة الكرامة 18 مارس 2011م الذي استشهد فيه 53 شهيدا و400 جريحا ، يوم سطر فيه شهداء الكرامة أروع صور التضحية والثبات ، وكتبوا بدمائهم الزكية النصر للثورة ، ورسموا بتضحياتهم ملامح اليمن الجديد البعيد عن هيمنة القبيلة والحزب والفرد ، وكانت أعمدة الدخان المتصاعدة كشفت الحقد الدفين المبطن على الشعب ، و الوجه القبيح للنظام ، وكانت محطة فاصلة قضت على عنجهية الظلم ، وكشفت زيفه فانضم عدد كبير من القادة والعسكريين والمشايخ و السياسيين والشرفاء إلى الثورة مما أعطاها رونقاً وزخماً وقوة .
كان الهدف من هذه المجزرة إجهاض الثورة وتخويف الشعب ولكن صارت مثلا للتضحية إذ ضحى الشباب بأرواحهم وسطروا أروع الصور في التفاني وكسروا جدار الكرامة ، وواجهوا الرصاص بصدورهم العارية بعد أن تركوا السلاح وصارت السلمية هي الطابع على مجتمع عرف بحمل السلاح ولكن الثورة هي التي غيرت الشباب والقبيلة ، وسقط في هذه المجزرة حيرة الشباب من حفاظ كتاب الله والدعاة التي كانت قلوبهم عامرة
بالقران والإيمان والخير ، وقال عنهم رئيس الجمهورية في مستهل كلمته " شكرا لشهداء اليمن الذين قدموا أرواحهم لأجل اليمن وظلوا يبحثون عن دولة مدنية وحرية والعدالة والمواطنة بعيدا عن هيمنة الأسرة أو القبيلة أو المنطقة " .
كما تطرق الدكتور احمد عوض بن مبارك الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى الحديث عن شهداء الكرامة بقوله: " يدشن كل اليمانيين مؤتمرهم لحوار وطني شامل يحدوهم الأمل بيمن جديد وبعهد جديد تتحقق فيه أحلام شهداء جمعة الكرامة ومن سبقهم ولحق بهم الذين بفضل تضحياتهم وبعبق دمائهم الطاهرة اجتمعنا اليوم .
تلك الكوكبة الرائعة من الشهداء الذين تركوا على عواتقنا أمانة صناعة المستقبل ليس لأطفالهم وأسرهم فحسب بل لكل أبناء اليمن " .
يوم 18 مارس ذكرى الكرامة صادف انعقاد مؤتمر الحوار الوطني والذي يعتبره أولياء الشهداء وشباب الثورة فرصة لمحاكمة القتلة والمطالبة برفع الحصانة عنهم و المطالبة باسترجاع الأموال المنهوبة ، فقوانين العدالة الإلهية أقوى من الحصانة البشرية .
جاء الحوار وهو من ضمن آليات المبادرة الخليجية بديلا عن الحرب الأهلية التي كانت تلوح في الأفق في العامين الماضيين وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة ولحل مشاكل الوطن وفي مقدمتها القضية الجنوبية التي اعتبرها الرئيس هادي في كلمته في الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني القضية المحورية والتي ستكون مفتاح لكل القضايا . وكذلك المبعوث الأممي جمال بن عمر إذ قال : ( القضية الجنوبية من أولى اهتمام الحوار الوطني ويقر بوجود مظالم في الجنوب ) وكما جدد تأكيده بأنه لا توجد أية وصفات جاهزة لحل القضايا المطروحة في المؤتمر ، لكنه قال :" إننا سنضع خبراتنا تحت تصرفكم، ونحن على قناعة بقدرتكم وحكمتكم في صنع قراركم المستقل من خلال الحوار البناء والتوافق". , مجددا التأكيد أن عملية الحوار يمنية خالصة وفريدة من نوعها في المنطقة.
فنسأل الله يكون الحوار عاملاً في إصلاح مشاكل الوطن ، وناصراً للمظلومين والشهداء والجرحى .
بقلم : محمد سعيد باوزير