حوار الشركاء لا الفرقاء

يأتي "مؤتمر الحوار الوطني" كفرصة أخيرة للخروج بحل جميع القضايا الوطنية وفي مقدمتها"القضية الجنوبية" , خروجاً آمناً يحقن دماء اليمنيين كافة , ويؤسس لبناء دولة مدنية حديثة , تضمن كافة الحقوق والواجبات المتساوية , وتنظم الحياة السياسية والحزبية و القبلية وتقضي على ثقافة الكراهية والمناطقية والطائفية وكل أشكال العصبية المقيتة , التي أضرت بالوحدة الوطنية والتعايش السلمي  والسلم الاجتماعي ..

 وبالرغم من محاولة بعض الجهات السياسية الداخلية والخارجية , إفشال هذا المؤتمر بشتى الوسائل الممكنة , إلاّ إن إرادة اليمنيين أبت إلاّ أن تمضي في طريقها نحو تحقيق أهداف المؤتمر السامية غير عابئة بالعوائق والعراقيل الموضوعة على الطريق المؤدي الى الأمن والاستقرار والحرية والعدالة والدولة المدنية المنشودة ..

إن "مؤتمر الحوار الوطني" استطاع أن يلم شتات اليمنيين قاطبة وبمختلف ألوانهم وأطيافهم فأصبحوا بفضل الله تعالى أولاً , ومن ثم بفضل هذا المؤتمر على قلب رجل واحد مهما كانت اختلافاتهم المشروعة وخلافاتهم المصطنعة , فهم اليوم شركاء في صنع مستقبل اليمن , لا فرقاء لتمزيق الوحدة الوطنية وتقزيم الكيان اليمني الكبير وتقسيمه الى دويلات وكيانات صغيرة متناثرة هنا وهناك , ليسهل على أعداء اليمن فيما بعد السيطرة والوصاية على تلك الدويلات اليمنية الصغيرة , تماماً كما فعل الاستعمار البريطاني بجنوب اليمن ..

إن هذه المرحلة الحساسة تتطلب من جميع الشركاء في مؤتمر الحوار أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار شخصي أو حزبي واخص بالذكر إخواننا في "الحراك الجنوبي والحوثيين " فلا مجال لاستعراض العضلات واستخدام لغة الإقصاء والتخوين والإسقاط ,لان هذه الأساليب في التعامل مع القضايا السياسية و مع المخالفين في المواقف والرؤى السياسية والوطنية , قد ولى عهدها واندثر بلارجعة , لان سنة التغيير الكونية تمضي الى الإمام ولا تعود الى الخلف إلاّ للاتعاظ والاستفادة من الدروس والعبر ..  

وأخيرا .. احيي جميع من شارك في مؤتمر الحوار الوطني من الشخصيات والقوى السياسية والحزبية وخصوصاً قوى "الحراك الجنوبي والحوثيين" وذلك باعتبار ان قرارات المؤتمر ملزمة للجميع فان بالمشاركة يستطيع الفرقاء التعبير عن رؤاهم السياسية ومطالبهم الحقوقية ,ويسهمون جميعاً في وضع اللبنات الأولى في بناء صرح الدولة المدنية الحديثة ,ويسجلون أسماءهم في صفحات التاريخ اليمني باعتبارهم شركاء لا فرقاء ..

بقلم : ناصر الصويل

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص