مـركز لمعاناة المشـتركين

الداخل من البوابة الرئيسية لمكتب وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات فرع وادي حضرموت ، تأخذه خطواته المتسارعة نحو المبنى الغربي لتسديد فواتير ما بعد قطع خدمات هاتفه الثابت ( المنزلي ) دون أي إنذار مسبق ، و تصدمه العبارة التعريفية ( مركز خدمات المشتركين ) وهي خالية المضمون الخدمي وكان يستحسن احترامها للمستهلك أن تسمى ( مركز لتسديد فواتير المشتركين ) ، مع يقين معرفتي أن بداخله مجموعة من اليافطات التعريفية تصب في خانة ( التسديد ) وان موظفيه لا حولة لهم ولا قوة فهم رجع صدى تنفيذية للتوجيهات الآتية من الدار الشرقي ، أما ( خدمات المشتركين ) فهي استفزازية للمشاعر ، ولا يلمسون تلك ( الخدمااااااااا ت ) المدفوع رسومها قبل تقديمها حتى عند أول قطرة من مطر تفصل الخدمة الهاتفية عن منازلهم لأيام غير معدودات ، ولا تعود الخدمة حتى وان تمتم المتابع ( ومن التعب زحفت الأقدام ) والأقدام يكون التفاعل معها بسرعة فلكل قدم مكانة وموقع ولكل ( دحقه ) كرامتها حسب حجمها وحسب موقعها الوظيفي ومكانتها الاجتماعية ، وقربها من قلوب المسئولين ، فان كنت من طبقة ( المساكين ) فأصبر والصبر طيب ، حتى وان كنت أول المتابعين ، وان كنت من المقربين وأصحاب الرتب والقرار حتى وان كانوا آخر المتابعين فبنص رنة على الجوال حاضر يا افندم ، ستكون الخدمة شغالة قبل أن يرتد إليك طرفك ، أما المساكين إياهم فتتفطر أقداهم عند مراجعتهم لذلك المركز ويشعرون وكأن هواتفهم تعمل على الطاقة الشمسية حين تصطدم بقول المعنيين : ( راجع نحن بعد يومين ) وتسأل لماذا لا يكون الآن ؟ يقولون : ( حتى تشرق الشمس ) أليس هذا استهزاء بالمشتركين ؟ وحاجة مضحكة ..

تلفون

أي تقنية فنية في القرن الواحد والعشرين يعيشها المواطن في وادي حضرموت ؟ وهو المواطن الأكثر التزاما والأسرع جريا نحو شبابيك التسديد ، ويعرف يقينا أن في صنعاء ومدن أخرى يكون فيها المطر عادة يومية غير أن الهواتف الثابتة لم تقف خدماتها نتيجة للمطر ومواطنيها اقل التزاما وأبطأ سيرا نحو شبابيك التسديد .. أين العيب يا مهندسينا ويا فنيينا ؟ هل هي في مناقصات الأسلاك وأنواعها الرديئة وهي حصة الوادي نظير التزام المشتركين ؟ والتي يتغير لونها ورائحتها وتنتهي فعالية خدمتها عند نزول قليل من المطر .... عييييييييييييييييب !!!! شبكة أسلاك الهاتف الأرضي في حاجة إلي تغيير فربما لم تعد صالحة للاستخدام فهي سريع التشقق نتيجة لأشعة الشمس وسريعة التأثير السلبي عند نزول المطر خاصة وان هطول الأمطار في السنوات الأخيرة كارثية السيول ، فلا يُعقل أن تعم العشوائية وعدم المبالاة بحياة الناس في كل خدماته ابتداء بالسياسة حتى خيوط هاتفه ، فلا يحتاج المسؤلون المهندسون التذكير أن الهواتف المنزلية الثابتة مهمة جدا وهي الأكثر استخداما والأكثر اهتماما في التواصل والاتصال ، والاطمئنان المتبادل بين الأقارب في الأيام العادية وتزداد الحاجة إليها في الأيام الكارثية كنزول المطر والفوضى السارية المفعول هذه الأيام ، فليس كل المشتركين يملكون هواتف جوالة ، فللناس ظروفهم الاقتصادية والبيوت أسرار ، وفي النهاية نحن مشتركون وملتزمون في تسديد الفواتير عند أول انقطاع حتى وان لم يهملنا مكتب الوزارة يومين لشروق الشمس ومن العيب التقني أن يستمر انقطاع الخدمة الي يومنا هذا مع تقديري لجهود عمال الصيانة فهم محرجون أمام المساكين وأنا احدهم ..

بقلم : سليمان مطران

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص