هالني حجم الهبوط الأخلاقي والانحدار في السلوك والقيم الذي وصل إليه البعض في جامعة صنعاء وربما هي حالة عامة تعتمل عند البعض في مجتمعنا اليمني نتيجة لثقافة سائدة تم غرسها وتعميمها عن عمد هي من نتاج إفرازات سلطة الظلم والاستبداد .
هي سياسات مدروسة وتوجه ممنهج من قبل السلطات الحاكمة (كان ومازال ) يستخدم لإفساد القيم والأخلاق للوعي الجمعي للمجتمع في عمل منظم للوصول للغايات والأهداف الخبيثة المرسومة للنخر في المجتمع اليمني وإحباط رواده ونخبه المناضلة وفي طليعتهم الأحرار والشرفاء من العلماء أساتذة الجامعة وغيرهم كثيرين .
الأوراق والمصالح الفئوية والحزبية الضيقة والأنانية تداخلت في جامعة صنعاء وما يدور الآن في الجامعة ليس إقصاء بل محاصصة مغلفة بالتدوير الوظيفي , إلاّ انه يتم في ظروف خطرة وشديدة التعقيد كما انه مرفوض من الأساس فلم تقم الثورة وإرادة التغيير إلاّ لإدانة الإقصاء ورفض المحاصصة والمناطقية والجهوية والمذهبية والسلالية الخ , وهذا في مجمله مرفوض ولن يسمح له بالاستمرار في جامعة صنعاء المؤسسة العلمية الرائدة في الوطن .
في تسارع عجيب وغريب بل ومريب للأحداث في جامعة صنعاء يقوم طلاب كلية الهندسة في يوم الثلاثاء الموافق 2أبريل 2013م بالتظاهر أمام عمادة الكلية للمطالبة بترفيع الطلاب ممن رسبوا في أربع مواد وأكثر والمطالبة أيضا بتأجيل الامتحانات الفصلية وهناك حديث عالي يدور بأن من يحرضهم ويدفع بهم في ذلك الأمر المشبوه فريق سياسي معروف خسر كثيرا مؤخرا في الجامعة وخارجها , ثم يتطور الأمر فجاءة الى اشتباك مع أمن الجامعة ويستخدم الرصاص الحي ضد الطلاب !؟.
نعم هي مطالب تتناقض مع بنود لائحة الكلية إلاّ أن الطلاب يدعوا أن عميد الهندسة لم يرفع الطلاب أسوة بالكليات الأخرى في الجامعة بل ويهددهم بالفصل من الدراسة في الجامعة !؟ .. ثم يصل رئيس الجامعة ونائبه الى موقع الحدث لتهدئة الأمر ووعدوا بالنظر في مطالب الطلاب لتأجيل الامتحانات وتغيير العمادة , بل أنه تم تكليف نائب رئيس الجامعة بتسيير أعمال الكلية مؤقتا حتى البت في الأمر .. ولكن العميد حضر صباح اليوم التالي الأربعاء الموافق 3أبريل 2013م وهو يشطح وينطح وأرعد وأزبد (كما أفاد الطلاب ) وتربع على كرسي العمادة وأعلن .. أنا منتخب وما أحد يستطيع إقالتي 1؟ .. ثم تطورت الأحداث بحصار الطلاب الغاضبين لمقر اجتماع مجلس الجامعة .. ثم كان القرار الكارثة لمجلس الجامعة بتعليق الدراسة ثم بيان نقابة هيئة التدريس العجيب بتأييد هذا التعليق !؟ ..وتم إيقاف الدراسة بجامعة صنعاء:
عندما قرر ذلك الاجتماع الأشبه بانعقاد مجلس الحرب عدم أقالت العميد لأنه منتخب قام الطلاب بحجز أعضاء المجلس الى الساعة 6 مساء في أمانة الجامعة فبادرت رئاسته بالاتصال برئيس الوزراء الذي بدوره اتصل بوزير الداخلية فتدخلت قوات مكافحة الشغب العسكرية الضاربة بأسلحتها العاتية لتواجه حشود الطلاب الغاضبين قليلي الحيلة والوسيلة فكانت الحصيلة الانتصار الناجز للقوات الضارية ومزيد من الانكسار والغضب المكبوت لجموع الطلاب المندحرين ونار متزايدة تحت الرماد زاد من سعارها منظر أحد الطلاب وهو يضطر للقفز من الدور الثاني لأمانة الجامعة فيكسر قدميه وسيلته الوحيدة أن ينجوا بجلده بإطلاقها عاجلة للفرار .. ويتم اتخاذ القرار بإيقاف الدراسة في جامعة صنعاء.. عاش آبائنا الأفاضل في مجلس الجامعة وعمادات الكليات لقرارتهم الشجاعة والمسؤولة وليذهب الطلاب بمعاناتهم المريرة لأكثر من عامين الى غياهب المجهول وما هم سوى كبش فداء في محرقة الوصوليين والسادة الاقوياء ..
وهنا أجد نفسي أتسأل , هل الأمر طبيعي ؟ أم وراء الأكمة ما ورائها من التحريض والفتنة المدبرة بليل ؟أحد الدكاترة في تواصل خاص قال لي متألما لما ساد مؤخرا في الجامعة (هناك طلاب محتجين صادقين في معاناتهم ومطالبهم مبررة وأن كانت لا تتفق مع اللائحة وتتناقض مع نصوصها ولكن يجب التعامل مع روح القانون العادلة لا مع نصوصه الجامدة فعمادات الكليات وبعض القرارات المتسرعة لمجلس الجامعة خاصة وفي أحيان كثيرة تكون سبب مباشر للفوضى فعندما يكون القانون في صالح تجارتهم يصوتوا عليه وعندما يتعارض مع المصالح الشخصية يقدموا مقترح لتعديله ويستخدموا سلطاتهم النافذة لتمرير ما يريدون ، فمجلس الجامعة أتخذ قرار في العام الماضي بتصعيد الطلاب بأربع مواد صحيح أنه اتخذ قرار مثل هذا وكان قرار منطقي جدا على الرغم من أننا حذرنا من اتخاذه والموافقة عليه في حينه لكن قيل أنه استثناء لا يقاس عليه نتيجة للأوضاع التي تمر بها البلاد بينما حقيقة الأمر أنهم كانوا يسعوا لكسب ود الطلاب حينها , أذن ماذا الذي تغير الأن سوى أنهم تمكنوا من أمور الجامعة فاستغنوا عن التعاطف مع الطلاب !؟ وهذا العام يمر الأمر بنفس الدرب والمصاعب فتكون المعالجات مختلفة وحازمة وشديدة الوطاءة على الطلاب!؟ وما هو موقف ودور اتحاد الطلاب بالجامعة والأمر أتخذ هذا المنحى المتأزم في علاقة الآباء بالأبناء ؟ ) .
وماذا عن نقابة أعضاء هيئة التدريس ؟ تسارع هي الأخرى للتضامن مع أعضائها من القيادات الأكاديمية في مواجهة ظالمة مع حقوق الطلاب الإنسانية لتوافق على إيقاف الدراسة مستغلين ثقة دولة باسندوة بهم وهم من سبق أن أوقعوه في مطبين الأول مصيدة أراضي الجامعة والأخر تعديل القوانين بغفلة من الزمان والمكان ..نعم هم استغلوا ثقته لتمرير مطالبهم كافة المشروعة وغير المشروعة أذ اوهموه بانهم من صنع الثورة وأول من فجرها من جامعة صنعاء بينما هم في أغلب جهدهم كانوا يتابعوا تنفيذ امتيازاتهم وتكريس موارد الجامعة من الموازي والنفقة الخاصة وغيرها لتغطية مآربهم ومصالحهم الخاصة التي تضر كثيرا بمصالح الجامعة وأبنائنا الطلاب وانعكس كل هذا سلبا على تنمية البنية التحتية للجامعة وهي قمة الأنانية وخيانة الأمانة والمسؤولية .. هم قايضوا بدماء ابنائهم الشهداء , نعم هم قبل الثورة واثناء الثورة وبعد الثورة استخدموا الطلاب ومعاناتهم أداة للمقايضة ووسيلة للتبرير والتمترس خلف مطالبهم الأنانية والعقيمة بل ووسيلة للابتزاز أيضا ..وفي الاخير لم يعملوا على تحقيق مصلحة واحدة لهم مثل دعم الورش والمعامل بالمواد والاجهزة وانشاء المباني الضرورية للكليات القائمة وحماية اراضي الحرم الجامعي للمخطط منها أو تلبية المطالب الملحة للطلاب بإلغاء الموازي ..الخ .
الأهم أنهم لم يستوعبوا مهامهم العاجلة ويوفوا بها في الجانب الاكاديمي والتعليمي في التفوق والجودة والاعتماد الاكاديمي وإيجاد مخرجات نوعية تلبي حاجة السوق وتحقق التنمية للوطن والمجتمع والارتقاء بالإدارة الاكاديمية للكليات والاقسام بل حرصوا على الاستيلاء على الوظائف الادارية والمنافسة فيها للإداريين بتغيير اللوائح والنظم بل وتزييفها بالاستقواء بالأغلبية العددية فمنصب الامين العام والامين العام المساعد أدعوا بأنها مناصب أكاديمية ! إضافة إلى انتخاب رئيس الجامعة ونوابه لا نعلم ما هي الآلية التي يريدون بها الانتخاب ومشاركة الاداريين في الانتخاب أم لا ؟ وما هي اختصاصات رئيس الجامعة في الجانب الاداري ؟ وماهي مهام المجالس المتخصصة واختصاصاتها ؟..
وفي هذا السياق حدثني طالب يجترع المرارة وهو يرقب بألم ما يحدث لزملائه الطلاب في الأربعاء الفائت الحزين (ممكن تقول لي ماذا قدموا أولئك الآباء لنا نحن أبنائهم الطلاب خلال الفترة الماضية - التي أسماها بالعفاشية - هل وقفوا وقفه احتجاجيه واحدة على عدم توفير أدوات المعامل وموادها ؟ أو ازدحام القاعات أو تطوير المناهج أو فساد التعليم ومخرجاته ؟ ..لماذا لم يتحدثوا عن الفساد الاكاديمي والمرتبات التي تصرف من الجامعة والعمل في الجامعات الخاصة أو خارج الوطن وتغطية نقابتهم عليها بينما اوقفوا العمل بالجامعة والتدريس والعملية التعليمية بمجملها وعنوة من أجل جهاز لاب توب أليس هذه جريمة !؟.. أليس أنهم من المفترض أن يكونوا علماء امة وروادها ؟) .
وللنقابة العتيدة فقط أقول لو كانت هذه الرئاسة للجامعة هي اختياركم الكفوء كما تتدعون ولديكم الشجاعة الكافية فعليكم وعليها مواجهة المخطي كان الطالب ام العمادة ام الاستاذ واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقه وافساح المجال للأمور أن تستقر في الجامعة أما الدراسة فلا بد لها أن تستمر شاء من شاء وأبا من أبا.. ولن نسمح أن تتحول جامعة صنعاء مسرح لتصفية حسابات الماضي البغيض أو جامعة تعز أخرى .
نعم فقد تم التحامل على ابنائنا الطلاب وفقدت مصالحهم وتناثرت بين حوافر الجياد المتنافسة وحلبة صراع الفرقاء الاقوياء وتفسيرهم المتبادل لمواد اللائحة واستهتارهم بحقوق الطلاب ومطالبهم , فريق يقول أولئك الطلاب مغرر بهم من قبل بقايا العهد البائد وأن ما يدور من مسيرات وتأزيم للأمور واعتصامات وحشود فهوا مدبر بليل ومن خارج الجامعة ويراد بها زعزعه الأمن والاستقرار من أجل المقارنة بين عهد عفاش والعهد الجديد القائم اليوم ومعروف المصلحة لمن في هذا !؟..وفريق أخر يقول أن حكومة المؤتمر وأدارته للجامعة كانت أكثر شفافية ووطنية بل ومدنية وبما تعنيه الكلمة من معنى خاصة وأن التعيينات الأكاديمية والادارية كانت تشمل جميع الالوان والاطياف بحسب مؤهلاتهم وقدراتهم دون مناطقية أو مذهبية أو اقصاء أو محاصصة مع أحد أو لأحد إلا ما ندر والنادر لا حكم له ..وفريق أخر يقول أن الاكاديميين لا هم لهم سوى الاستيلاء على الوظائف والمزايا الادارية في لجنة تعديل اللائحة ,وهناك من يتهمهم أنهم عدلوا اللائحة ليستولوا على ما يهمهم من المناصب والامتيازات الادارية ومرروها الى جدول الاعمال بسرية تامة لم يعرف بها أحد حتى وزير التعليم العالي ذاته , في بلطجة غريبة ومشينة للتشريعات وتجاوز مريب للصلاحيات والاختصاصات .. بيمنا أحد الاساتذة الأجلاء ممن ساهموا بقلمه وموقفه وجهده الدائم الذي لا ينقطع أبدا في تحقيق التغيير الذي حصل وأيضا هو ليس من أبناء تعز بل من مناطق شمال الشمال كتب لي ليلة أمس منزعجا ومتألما الكلمات الآتية:
الأخ العزيز الأستاذ/طارق.. لقد وصلتني رسالة على الخاص من شخص لا أعرفه ...المهم في الأمر أن الأحداث تعاقبت بعد توزيعها.. لا أدري هل لتلك الأحداث بعد مناطقي أم مذهبي .. الرسالة أشارت في محتواها لاستبعاد الهاشميين في الجامعة هذا الأسبوع ومنهم الأمين العام المساعد للجامعة وأمين كلية الهندسة .. وأشار كاتب الرسالة واسمه (......)إلى أنهم سوف يستعينون بأنصار الله لرفع قضية ضد الجامعة وأنهم بصدد مظاهرة حاشدة يقودها التكتل الصنعاني ضد الاستعمار التعزي !؟ هكذا كتب بالضبط .. ولمعرفة أبعاد الموضوع يجب التحقق من طبيعة الأشخاص المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة وعلاقتهم بأمين الجامعة المساعد وأمين كلية الهندسة (استنادا لتلك الرسالة ) .. طبعاً لم أرد على هذا الشخص كوني لا أعرفه ولا أود التخاطب معه للغة المناطقية التي كتب بها...ولكني في نفس الوقت أعتب على رئاسة الجامعة أخطاءها الفادحة خلال المرحلة السابقة وخاصة ما يتصل منها بمخالفات التعيينات الأكاديمية التي فاقت أخطاء طميم وباسردة...كما أن هناك قضايا صدرت فيها أحكام لممارسات أيام خالد طميم وبوساطة من علي حسن الشاطر وأرسلت رسالة حول هذه القضية لرئيس الجامعة وأخبرت نائبه الأكاديمي ..وبدلاً من تنفيذ حكم المحكمة بدأوا بمضايقة صاحب الدعوى وملاحقته في المحاكم وغضوا الطرف عن حالة التزوير التي صدر بها حكم قضائي...للأسف أنهم يتغاضون اليوم عن أكثر من مائة وخمسين من أعضاء هيئة التدريس المنقطعين والذين يتسلمون رواتبهم حتى الآن بل أن أحدهم عاد منذ عام فقط من الدراسة في الخارج في الكلية التي أعمل بها ثم درس فصل دراسي واحد وذهب من بداية العام للعمل في السعودية وترك بديلاً له في الكلية وأبلغت عمادة الكلية ونائب رئيس الجامعة ولكنهم يتعاملوا مع مثل هذه الموضوعات ببرود عجيب....المهم لم يغيروا أي شئ وأظهروا قدرا كبيرا من العجز والجهل بالقانون .. بصورة شخصية كنت أتمنى أن يحققوا أي انجاز كونهم محسوبين على الثورة...ولكني أسفت كثيراً عندما وجدتهم يمارسون ما مارسه طميم وباسردة بل أن باسردة كان أشد حزماً منهم! .. تحياتي لك .. ونهارك سعيد بإذن الله.
قاتل الله التشيع للأحزاب والمتطرفين في الجامعة وخارجها أن قيادة الأحزاب وبعض ممثليهم في نقابة اعضاء هيئة التدريس تعوث وتلوث فسادا بالجامعة وتفرض وصايتها عليها وعلى قرارت رئيس الجامعة بينما يتحمل وزر ذلك رئيس الجامعة وحده ,كما أن ما يجري من تعيينات جديدة في قائمة القيادات الادارية في الجامعة ليس اقصاء أو مناطقية بل هو تدوير وظيفي فيه الكثير من المحاصصة الحزبية بين تلك الاحزاب (بعينها) المؤتلفة في حكومة الوفاق اليمنية بمعنى ان المؤتمر وحلفائه ليس مقصي بل مساهم في هذه المحاصصة البغيضة ايضا وشارك في المصادرة لحقوق الأخريين من الفئة المستقلة عن الانتماء الحزبي والسياسي , والأدهى والأمر أن تلك الاحزاب تأتي بأسواء كوادرها السياسية !؟ بينما الأمر سيكون اقل ضررا لو انهم أحسنوا الاختيار وقدموا أفضل ما عندهم من كوادر إدارية , وفي هذه المعمعة الخطرة يخسر فقط المستقلين من الكوادر الإدارية والكفاءات الأكاديمية الغير منتمية حزبيا أو المدعومة قبليا وهذا ما ينعكس سلبا على أوضاع الجامعة على الأصعدة كافة وإذا القينا نظرة متفحصة على قائمة التعيينات الإدارية الأخيرة وقمنا بتقييم موضوعي محايد للأسماء الواردة فيها فسنجد أن من تم تعيينهم من الإخوان أمينا عاما مساعدا للجامعة(علي العلفي ) ومديرا عاما للشؤون الادارية (احمد النعمان) ومديرا عاما للاستحقاقات (علي السفياني)هم من حزب الإصلاح كما أنهم ايضا ليسوا من محافظة تعز وكذا الحال مع الرفيق (علي الكميم ) مدير عام الدراسات العليا والرفيق(فيصل سفيان ) امين كلية الاعلام وهما من الاشتراكي والكميم من الحداء ذمار و(عبدالله زيد) امين مركز الاصول الوراثية و(هلال السنباني ) مدير عام الخدمات و(رجاء الصليلي ) امين مركز الدراسات السكانية هم من قيادات المؤتمر في فرع الجامعة كما أنهم ايضا ليسوا من تعز وأهلها , أما الوحيد الذي تم تعيينه في هذه القائمة(المغضوب عليها) من محافظة تعز فهو الاستاذ (عبدالجليل مقبل) الذي عين امينا لكلية الهندسة وهو من اقدم كوادر الجامعة الكفؤة الذي لا يختلف حوله اثنان.. أما عن المغالطة المبالغ بها والتي تستغبي الأخر عيني عينك فهوا الادعاء ان هناك ثالوث مذهبي مناطقي يحكم الجامعة بزعامة رئيس الجامعة الذي لم يمضي على تعيينه أكثر من خمسة أشهر وعضوية امين عام الجامعة ومدير الحسابات , بل أن هذا الطرح هو من يجافي الحقائق تماما ومليء بالأحقاد والضغائن المذهبية والسلالية والمناطقية فمعروف أن الامين العام الاستاذ (عبدالقاهر العسلي )هو من خيرة أبناء الجامعة وأنزه كوادرها وأقدرهم وتم تعيينه من قبل رئيس الجامعة الأسبق الدكتور خالد طميم الذي ظلم كثيرا من قبل متنفذي الجامعة وأحزابها المنافقة , وأما الاستاذ(عبدالرزاق عقلان القدسي) مدير الحسابات فهوا من الكفاءات المحاسبية المشهود لها ومن كوادر وزارة المالية والمعينين من قبلها ومن زمن ما قبل الثورة أما عن تعسف الهاشميين واضطهادهم من قبل رئاسة الجامعة فأن القاء نظرة عابرة على قائمة التعيينات الجديدة تنفي صحة هذا الاتهام فهم متواجدين فيها بقوة في أغلبية ملفتة للأسماء المعينة !.
أما الأمر الأخر الأهم في نظري وينفي عن رئيس الجامعة أي شبهة بالمناطقية هو أن الجامعة مازالت تحت الوصاية الحزبية للأتلاف الحاكم ونقابة هيئة التدريس الممثلة له ,ومع علمي المسبق أن هذا أمر جلل يحسب عليه لا لهُ فأنني أدعوه لمواجهة هذه الوصاية والتخلص منها لما فيه مصلحة الجامعة والصالح العام , وأقول للأحزاب ونقابة هيئة التدريس أتقوا الله في الجامعة والمنتسبين لها من غالبية الاساتذة والموظفين والطلاب وغلبوا المصلحة العامة التي هي مصلحة الطلاب اولا على مصالحكم الحزبية ودعوا رئيس الجامعة يعمل بحرية ويتحمل مسؤولية عمله وقرارته في الخطاء والصواب وطالما أنتم من أختاره لكفأته لهذه المهمة الشاقة فدعوا الرجل يعمل ويتحمل مسؤولية إعادة بناء الجامعة فالرجل حقق نجاحات كبيرة ومشهود لها في ادارته لأحدى الجامعات الأهلية, وذلك النجاح الذي شاع عنه هو ما جلبه (تحديدا) إلى رئاسة جامعة صنعاء وبتوافق الجميع(دولة رئيس الوزراء واحزاب حكومة الوفاق ) .
بقي أن نقول للجميع في جامعة صنعاء ..على ماذا تتنافسون وتتصارعون فليس منكم من قدم شيئا للجامعة والمنتسبين لها؟ فلم نشهد نحن في الجامعة عمل يشرف أحدا منكم حتى الآن.
والأهم يجب ان يعلم الجميع أن الثورة لم تقوم وتنجز إلاّ بسواعد الشباب والطلاب ومشاركتهم الاولى فيها ولم يقدموا الدماء الغالية وقوافل الشهداء العظيمة لنستبدل حكم متسلط بأخر أشد منه تسلط , أو نبدل أقصاء وظلم المؤتمر وحلفائه بإقصاء وظلم أخر للمشترك وشركائه , وعليه فأن ليس ايقاف الدراسة ليس بالأمر الحكيم بل هو الأمر الوحيد الذي يجيده ويستسهله البعض (من جميع الاتجاهات)الذي ما أنفك يسارع اليه كلما أراد ان يحقق مصالح فئوية أو حزبية خاصة .
أما إيقاف الدراسة فلن يسمح له بعد الآن مهما كانت الأسباب والدوافع والمبررات حرصا على مصالح ابنائنا الطلاب والطالبات, ونقول للمتنفذين كافة في جامعة صنعاء كفى عبثا بالجامعة والمنتسبين لها وكفى استهتار بازدهار العلم بالإخلال بمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي واستقرار سير الدراسة فيها وعدم الحرص على إيجاد مخرجات جامعية علمية ذات جودة عالية , والله المستعان .
بقلم / طارق مصطفى سلام