غطرسة عميد تغتال المستقبل في جامعة صنعاء !

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وجعل آية النهار تمحو آية الليل لنبصر ونتبصر ونبتغي فيما عند الله من أسباب الرزق ومعرفة العد والحساب [ وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا ] .

 هو رائد تربوي بمقام عميد أكاديمي وليس قائد عسكري برتبة عميد .

 هو أستاذ جامعي سلاحه العلم والفكر ومهنته التعليم والتنوير ومنهجه التربية والتقويم .

 هو عميد لا يحمل رتبة عسكرية ولا يقف صباحا في طابور نظامي لتؤدي له التحية  العسكرية .. بل ينهض باكرا ليقدم العطاء في واجب أخر هو فريضة العلم والتنوير وحصة المعرفة في قاعة الدرس والمحاضرة .

 هو المعلم القدوة الذي يجب أن يختلف في أدواته ووسائله ومنهجه عن ذلك القائد الأخر الذي يتجسد أدائه  في ميدان البطولة والشرف ومهامه تنحصر في حماية حدود الوطن والذود عن سيادته وأبنائه , وأداته الضبط والربط في معسكر الخدمة الوطنية والتدرب والتأهيل القتالي , وسلاحه التكتيك والتكنيك العسكري, ووسائله الخطط  العسكرية والخداع الاستراتيجي , كما أن منهجه ومبدأه الولاء لله وللشعب وللوطن .

نعم هو عميد كلية في جامعة صنعاء يحمل درجة علمية بمستوى الدكتوراه .. وليس قائد لواء في الجيش اليمني يحمل رتبة عميد العسكرية !؟ .

وكانت الاستقالة الغاضبة :

وقف غاضبا وقال : انا عميد كلية ( الـ ..... ) أقدم لهذا المجلس استقالتي !؟ ,,,

كان هذا بعد مناقشة حامية لقضية ترفيع الطلاب المحملين لأربع مواد في مجلس الجامعة نهار يوم الثلاثاء الموافق 9أبريل 2013م  , وكانت نتيجة التصويت كالآتي ( 13 عضوا بالقبول و7 بالرفض و2 تحفظ ) مما أغضب العميد إياه! وكأن تلاميذه النجباء أعداء له وليسوا هم من أبنائه وأبنائنا  !؟ .

نعم صوت مجلس الجامعة (يوم امس) بالموافقة .. فكان العدل وكان النصر لطلاب قدموا كثيرا وعانوا طويلا .

نعم تناسى البعض من أبائنا معاناة أبنائنا لأكثر من عامين مضت .. نعم في جحود غريب لعطاء أبنائنا تنكر بعض ابائنا لتضحيات طلابنا في جامعة صنعاء .. تلك التضحيات الجمة التي صنعت منهم رؤساء للجامعات وعمداء لها .. ثم بعد ذلك يديروا ظهورهم لمن كان السبب في وصولهم الى تلك المناصب التي أغرتهم وغررت بهم فكان منهم ذلك النكران والجفاء !؟ .. وهنا يأتي من يصطاد في الماء العكر ليرمي التهم جزافا أولئك هم من ركب الموجة وهم تحديدا من سرق ثمار الثورة ؟ .

( نحن هنا لسنا في حاجة إلى التأكيد أن الدكتور الفاضل عبدالحكيم الشرجبي ليس المقصود بحديثنا هذا فرئاسة الجامعة هي من سعت إليه ولم يسعى هو إليها مطلقا وبعلم الجميع ... بل هو من وقف مدافعا عن حقوق الطلاب في المرة الاولى بنزوله إلى الكليات والتقائه بأبنائه الطلاب والطالبات ثم إصداره قرار الترفيع والتوجيه لعمادات الكليات , والثانية دعوته لمجلس الجامعة للانعقاد واتخاذ القرار المناسب بإلغاء تعليق الدراسة ومراعاة ظروف الطلاب ) .

نعم طلابنا (فلذات اكبادنا) في جامعة صنعاء دفعوا ضريبة كبيرة في الأحداث الأخيرة للعامين المنصرمين بل ومازالوا يدفعوا الكثير من وقتهم وجهدهم وعلى حساب مستقبلهم المنشود بسبب من تحزب وتطرف البعض في الجامعة  .

نعم فقد حان الوقت لنقول (نحن جميعا) كفى استهتار بأبنائنا , كفى استهتار بالمستقبل .. نعم هم ليسوا جيل المستقبل فحسب  بل هم المستقبل بعينه والمستقبل جله بآماله وتفاصيله كافة , فكفوا عن السخرية به وبما يمثله لحاضرنا وواقعنا من إنقاذ لشعب مقهور ووطن يعاني حتى الحلقوم .

نعم فقد أزف الوقت لنقول للمتنفذين في جامعة صنعاء ..كفاكم فجورا وفسادا ونخر لطليعة الشباب الطموح واستخدامهم وقودا لحربكم الظالمة التي لا تبقي و لا تذر .

 نعم ولمن لا يعلم فأنه من الحق والعدل أن نتضامن مع المستقبل الذي يمثله أبنائنا الطلاب في مقاعد الدراسة بكليات الجامعة كافة ونكون سندا لهم لا عبئا عليهم .

نعم هو واجبنا جميعا نحوا الحرية والمستقبل , فالمستقبل المنشود هو ما يمثله شبابنا المكافح في تطلعاتهم لغد أفضل , أما الحرية فمعالمها ترتسم جليا في سعة أفقهم بل وتحلق عاليا في سماء أحلامهم الجميلة .

نعم شبابنا الطموح على وشك الانتهاء من إنجاز تلك اللوحة الجميلة الزاهية لمستقبل زاهر وواعد يقرع أجراسه داخل الأسوار وخارجها في المدن والأرياف كافة , مستقبل يحتضننا دون فرقة ولنا جميعا دون محاصصة أو إقصاء .

نعم فلنسرع جميعا لفتح الأبواب المؤصدة ونشرع في محوا الضغائن العالقة ونتجاوز الأمراض المزمنة ونفتح عقولنا وصدورنا للمستقبل ونعانقه بشوق وحب وصفاء .

نعم فمن الحق والعدل ايضا أن ننصح أبنائنا الطلاب ونقول لهم من الهام أن تعوا ما تمثلوه بتحصيلكم العلمي المثابر والمميز من آمال للوطن ومستقبله الواعد ولذلك عليكم أن تحرصوا على استخدام الوسائل السلمية والسليمة للمطالبة بالحقوق والحريات واحذروا المندسين بينكم والمخربين للممتلكات العامة والإضرار بالمصلحة العامة للوطن .

من قال أن الحقيقة تموت بالتزوير والإعلام المخادع ؟ نعم لا يمكن للحقيقة ان تموت وخلفها هذا الشباب الصامد المناضل.. ألف تحية لأبنائنا الطلاب في كلية الهندسة وكليات جامعة صنعاء كافة وهم يسطرون الخطوط الأولى في لوحة المستقبل الزاهية .

بقلم / طارق مصطفى سلام

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص