عَرُوسُ الكَونِ ..

العَرُوسةُ زَيَّنُوها ..

لَيتهم قد أخبروها ..

عن عَرُوسٍ ..

قَدّمَ الأوهامَ مَهَراً ..

والمكيداتِ أَساوِر ..

لَيتهم قد أخبروها ..

أنَّ هذا الزَّوجَ سفّاحٌ ..

قَضَتْ في حُضْنهِ المأزومِ ..

آلافُ الحَرائِر ..

كم تَحَنّت بالدَّمِ المسفوحِ ..

أفواهُ المَحَابِر ..

كي يُسطّرَ مَجدَهُ المشبوهَ في سُودِ الدفاتِر ..

كم مَحَا فِينا هُويّةَ أصلِنا ..

حتى غَدَوْنا في الورى ..

ما بينَ مقهورٍ ومسلوبٍ ..

بلا أرضٍ مُهاجِر ..

************************

يا عروسَ الكونِ ..

مهلاً .. واحذري ..

لا تقبليهِ لتهرُبي ..

من سجنِ لِصٍّ جائرٍ مُتخلّفٍ ..

سَرَقَ البلادَ بما حَوَت ..

كي ترتمي ..

في حُضنِ مجنونٍ وسفّاحٍ مغامر ..

كلٌ يُغازِلُ فيكِ قلباً طاهراً ..

كي يستبيحَكِ مغنماً ..

جِسْرَ العُبورِ لمجدهِ ..

وبكلّ ما أعطيتهِ دوماً يُتاجِر ..

*******************

يا عروسَ الكونِ ..

وجهُكِ مُشرقٌ ..

والفَجرُ في عَينيكِ مَدَّ شِراعَهُ ..

حُلُماً جميلاً ..

يَرقُبُ الأملَ المسافِر ..

والثوبُ أبيضُ ناصعٌ ..

قد طُرِّزَت أطرافُه بخيوطِ مجدٍ خالدٍ ..

أخلاقُهُ أغلى الجواهر ..

فَلْتَحفظي هذا النقاءَ جميلتي ..

وخُذِي مِن أمسِكِ الوَضَّاءِ ..

ألوانَ المَفَاخِر ..

واحمِلي فُرشاةَ أجدادٍ مَضَوا في عِزّةٍ ..

كي ترسُمي من أجلِنا ..

ولأجلِ أحلامِ الطفولةِ بينَنا ..

مجداً لنا ..

حُلُماً لنا ..

من أجلنا ..

لا حُلمَ مغتصبٍ وغادر ..

*******************

يا عروسَ الكونِ ..

فلتتزيّني ..

فالمجدُ أَسْرَجَ خَيْلَهُ ..

كَي تعتلي ..

صَرْحَ المعالي دائماً في عزةٍ ..

فَلْتَرْتَقِي ..

وتألّقِي ..

وثقي بأنَّ بَنِيْكِ لنْ يترددوا ..

فالكلُّ في نَهجِ الوفاءِ بعِشْقِهِ ..

سَيَظَلُّ سائِر ..

سَيَظَلُّ سائِر ..

*********************

شعر الدكتور / عادل محمد باحميد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص