الكثير منّا لايعلم أنه في مثل هذه الأيام 24/4/1970م سقط (أبو السعيد ) الضابطمحمد سعيد باعباد شهيدا على أرض فلسطين وهو من مواليد قصيعر بحضرموت عام 1941م ودرس في الكلية العسكرية في القاهرة قال عنه الدكتور محمد أبو فارس في كتابه القيم شهداء فلسطين أنه كان ضابطا برتبة نقيب في الجيش اليمني وبعد إستيلاء الشيوعيين على السلطة غادر اليمن وبعد ما حدثت نكبة 67م وضاعت كل فلسطين وسيناء والجولان إتجه نحو العمل الجهادي بالنفس والمال وجلب المتطوعين لقواعد الإخوان المسلمين ودربهم على القتال وكان عالي الهمة وذو خبرة عسكرية هائلة .
وفي يوم الإثنين 24/4/2/1970م عن عمر يناهز الثلاثين خرج رحمه الله في دورة إستطلاعية ليستطلع منافذ العبور الى الضفة الغربية فنصب له كمين من قبل العدو الصهيوني وفاجأوه بوابل من الرصاص فسقط شهيدا وقد مزق الرصاص جلده .
الله أكبر نقل إلى عدن فخرج الناس كلهم لتشييع جنازته يهتفون (لاإله إلا الله الشهيد حبيب الله طريق فلسطين طريق الإسلام ) وهكذا نقلت جنازته الى مسقط رأسه في قصيعر ودفن فيها رحمة الله عليه
قال عنه المستشار الكويتي عبدالله عقيل سليمان العقيل وهو صديقه الذي يعرفه جيدا كان دائما يقول لي (لايهمني في أي لحظة أن يختارني القدر ولكن كل الذي يهمني أن أكون في ساحة الجهاد المقدس لكي يكون موتي بداية الطريق إلى الجنة فصدق الله فصدقه)
ويضيف أنه كان يقول لي أملان أولهما الجهاد في سبيل الله وقد تحقق والثاني الإستشهاد في سبيله وسبحان الله تحقق
وفي يوم استشهاده رثاه الشاعر الفلسطيني الكبير الدكتور محمد صيام بقصيدة (دمعة على الشهيد ) قال فيها :
أيها الراحل المخلف فينا
جمرات تشع تحت الرماد
نم قريرا فليس في الأرض خير
أي وربي في نيل الاستشهاد
نم قريرا (أبا سعيد ) وهاهم
إخوة الروح من كل البلاد
نم قريرا وسوف نكمل شوطا
كنت فيه من خير الرواد
نم قريرا وسوف نمضي على الدرب
ففينا آلاف (باعبّاد)
ورثاه أيضا الشاعر الإسلامي الكبير الدكتور كمال رشاد بقصيدة من أبياتها :
ثائر من ذرى اليمن
جاءنا يحمل الكفن
عاش عمرا مجاهد
ماتراخى ولاوهن
لست أبكيك ياأخي
رغم دمعي الذي هنن
عدن أنت شبلها
عد شهيدا إلى عدن
جنة الخلد أبشري
جاءك السيد الفطن
رحم الله البطل المقدام المجاهد أبا السعيد وجمعنا وإياه في دار ومستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ..
بقلم : سالم حديجان