دبي وبا سندوة

عدن مدينة الجمال مدينة تحلم بالأمن والأستقرار تبحث عن النظام والقانون الذي ظل يتربع على كيانها إلى تسعينيات القرن الماضي .. هنا من شواطئ بحر العرب أحييكم قرائي الكرام متمنيا لكم الأمن والاستقرار الذي تشرئب أعناقكم لرؤيته وتتطلع أفئدتكم لخياله في مدينتكم الحالمة عدن هذه البلدة التي نحبها لا لشيئ إلا لأنها تجمع شتات اليمنيين دون أن يشعر أيّ منهم بالغربة لا تمييز ولا عنصرية ولا استبداد من الإنسان لأخيه الإنسان هكذا هي عدن وهكذا هم أبناؤها .

بالأمس كنت ممن حضر جمعة ساحة الحرية بكريتر ورغم حر الشمس المنصب على الرؤوس إلا أنني كنت استمتع وأنا أستمع خطيب الجمعة الأستاذ علي قاسم وهو ينثر كلماته المتحررة من الولاءات الضيقة ليؤكد استمرار ساحة عدن حتى تتحقق مطالب أبناء الجنوب كافة ومما لفت الانتباه هو اتهامه لرئيس الوزراء باسندوة ووزير الكهرباء سميع بالخيانة وأكد أن أبناء عدن الذين حملوا الورود عند استقبالهم لباسندوة حين زار عدن فإنهم هذه المرة لن يستقبلوه إلا باللعنات .. ترى لماذا يا رئيس الوزراء هذه الهوة بينك وبين هذه المدينة وأبنائها الذين اتصفوا بالطيبة وحسن الخلق؟ والتي ترعرعت على أرضها واستنشقت هواءها أين عدن وأين دبي التي قطعت على نفسك أن تجعل منها نسخة ثانية؟

وعدن كما تعلم ووزيرك سميع غارقة في الظلام الذي جعل منها اليوم وكرا للعصابات التي قوضت ما تبقى للناس من الأمن والاستقرار أن بقي منه شيئ لا أظنك كنت مدركا لما قلت أو أنك غُلبت على أمرك لتحويل عدن إلى قرية صغيرة متخلفة وهذا ما لن تستطيعه أي قوة في الأرض كون عدن قد وهبت ثوب الجمال من رب الجلال وما بنى حكم السماء لا ينقل ..

كل ما يطلبه منك أبناء عدن هو خروجك إلى الناس لتفصح عن المعوقات التي جعلت منك ووزيرك الموقر تعترضون على الاتفاقيات بشأن تزويد عدن بالطاقة الكهربائية ولتقول لهم عن مجموعات الضغط التي سلمت قرارك لها فالكهرباء  بالنسبة لأبناء عدن كالماء والهواء بهذا فقط تستطيع حجب لعناتهم التي يتوعدوك بها وهم اليوم لا يريدون أن تكون مدينتهم دبي المزعومة لكنهم يريدون أبسط حقوقهم التي بسطتم عليها مع سميع وأنت تعلم ان أبناء عدن يتسامون بأخلاقهم ليس ضعفا ولكن كرما منهم وتعاليا على جراحاتهم التي باتت غائرة.

عدن يا مدينتي الفاضلة كم يعتصرني الألم وأنا أسمع أنيين أطفالك الرضع وآهات شيوخك الركع .. ولكن ثقي أن الأيام القادمة لن تكون أسوأ فقد اشتد عليك الظلام وآن

لخيوط الفجر أن تبدد الظلام.

بقلم د: محمد أبوبكر شوبان

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص