(المثقفُ) .. لا يخاف الاحتراق ليُنير لشعبه ومجتمعه طريق الحريّة والخلاص ..
لكنه لا يؤصّل لشعبه الوهم، ولا يصبغ الأخطاء والممارسات الشائنة بصبغة الحق بما أوتي من مهارات الفصاحةِ والبيان ..
هو مع شعبهِ وقضاياه حتى النّخاع، لكنه البوصلة الحكيمة التي ترشد حيارى الشعوب حينما تتقاذفهم أمواج العواطف والانفعال ..
هو الذي يتفاعل بكلّ صدقٍ مع حركة الجماهير الهاجئة، لكنها لا تجرجره خلفها تابعاً مسحوباً، ليصبح كلُّ ما يفعله أن يحاول تبرير ما قد صار وإضفاء لمسةٍ تنظيريّة تشرعنُ لكلّ ما صار كيفما صار ..
هو الذي لا يَخافُ أن تتركه الجماهير في لحظة الانفعال وأن يبقى وحيداً ما دامَ على ما يراهُ حقاً وصواباً ..
(المثقّفُ) ليس شرطاً أن يكون في مقدّمة التيّار، بل هو في داخله وفي العمقِ منهُ متفاعلاً محفّزاً موجهاً، لكنهُ أبداً لا يكون في المؤخرة لينظر أين الوجهةَ فيتبعها كيفما وأينما اتجهت ..
(المثقفُ) هو الذي يقرأ التاريخ جيداً ويعتبر ويتذكر كم من المثقفين كانوا جسراً أوصل إلى العروشِ في بلداننا من أقام لهم بعد ذلك المشانق وكمّم الأفواه وكسّر الأقلام ..
بقلم الدكتور : عادل محمد باحميد