جلست أقراء وردي القرآني كعادتي ، استوقفتني هذا اليوم سورة عظيمة فيها آيات لو تمعناها وعملنا بها لصلح كثر من حالنا اليوم ، أراك أخي متشوق لمعرفة هذه الصورة ، إنها صورة الصف وتحديدا الآيتين (2-3)، التي قال تعالى فيهما : ((يأيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون )) صدق الله العظيم الآيتين السابقتين فيهما حلول كثيرة لمشاكل مجتمعنا اليوم فترى كثيراً وللأسف الشديد يقولون مالا يفعلون ، فترى البعض يقرأ قول الله تعالى (( ألا لعنة الله على الكاذبين )) ويكذب ، ويقرأ (( والله لا يحب المسرفين ))ويسرف........ وقس على ذلك. والمشكلة الأعظم أن القدوة والقادة والآباء والمعلمين يقعون في هذا الخطأ الجسيم ،فترى الخطيب في المسجد يتكلم عن غلا المهور مثلاً ، ويطالب المجتمع بالتخفيف عن الشباب ويذكرهم بمواقف الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعندما يتقدم احد الشباب لبنته يفعل عكس ذلك (فلماذا يقول مالا يفعل ). وكذلك المعلم في المدرسة يعلم طلابه الصدق والأمانة والأخلاق الحسنة وعدم السب والشتم ، وتراه عندما يخطي طالب يقوم بسبه وشتمه وضربه ،(فأين القول الذي يتبعه الفعل؟؟؟). وترى أيضا الأب و الأم في البيت يعلموا أولادهم الصدق والأمانة ، ولكن عندما يرن هاتف البيت ، وإذا بالابن يأخذ سماعة الهاتف فإذا به أحد أصدقاء الوالد أو الوالدة يريد التحدث معهم ، فيقولون لابنهم أن يخبر المتصل بأنهم غير موجودين .(فلماذا يقولون مالا يفعلون ). والآخر يوعد صاحبه ليلقاه في الساعة الفلانية ، وعندما يأتي الموعد لا يجده إلا بعد ساعة أو ساعتين . وترى المسئول أو الرئيس يقدم الوعود تلوى الوعود إلى شعبه ، لكسب أصواتهم ، وعندما يصعد ينسى في يوم من الأيام انه وعد بحاجة ( فلماذا يقول مالا يفعل يا ترى )). والشواهد على هذا الموضوع كثيرة لا يسعنا ذكرها هنا ، فإن أردنا أن يتبدل حالنا وتصلح أحوالنا ،العودة إلى التحلي بالأخلاق والقيم، والقرآن ملئ بمثل هذه العبر والعضات ، ليس قراءةً فحسب بل فعلاً وعملاً، وفي الختام أتمنى من قلبي أن يفعل كل منا ما يقول . بقلم / محمد بايعشوت
إضافة تعليق