ارتبط العمل التطوعي في مجتمعنا ارتباطاً وثيقاً بالعمل الخيري بكل معاني الخير والصلاح من مساعدة للفقراء والمرضى وتحسين البيئة والتنمية .....فكلاهما وجهان لعملة واحدة وانطلاقاً من قوله تعالى { وافعلوا الخير لعلكم تفلحون } وأصبح العمل التطوعي اليوم من الأعمال الظاهرة والبارزة في واقع الناس فقامت العديد من المنتديات والمجموعات والقروبات لتفجر الطاقات المختزنة لدى الشباب من أجل احتضان الإبداعات والقدرات الشبابية .
فالتطوع في اللغة من الطاعة وهو ما تبرع به الشخص من نفسه لا يلزمه أحد دون انتظار عائد مادي مقابل ذلك. قال تعالى { ومن تطوع خيراً فهو خيرٌ له } .
واليوم نشاهد في حضرموت العشرات من المبادرات والمجموعات الشبابية التطوعية ويأتي تأسيس مؤسسة متطوعون بالمكلا من قبل نخبة مباركه برئاسة د/عادل باحميد ليدل على الاهتمام المتميز من أبناء هذه المنطقة بترسيخ ثقافة العمل التطوعي وإعانة أبناء المجتمع على ذلك .
و ينشأ العمل الخيري نتيجة لاحتياج من الواقع بتأسيس جمعية أو مؤسسة أو منظمة خيرية لها ارتباط مباشر بالأنظمة والقوانين ويعطى مكافئة للعاملين بها .. ويعتبر العمل الخيري أحد أركان العمل التطوعي .
ويوجد باليمن (عشرة ألف ) جمعية ومؤسسة ومنتدى خيري وبحضرموت (ستمائة) جمعية ومؤسسة خيرية وانتشار وكثرة المنظمات الخيرية بالمجتمعات هي ظاهرة صحية ويدل على التكامل مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص .
ونرى ذلك واضحا في الدول المتقدمة فهذه أمريكا يوجد بها أكثر من (مليون ونصف )منظمة خيرية ويتطوع 44% من أفراد المجتمع لديهم بواقــــــــع (25 بليون) ساعة تطوع سنوياً بما يعادل (9 مليون )عامل بــــــدوام 8 ساعات يومياً. وبلغ حجم التبرعات للمنظمات الخيرية بأمريكا عام 2002م ما يعادل (212) مليار دولار منها 38% لأغراض دينية.
الفرق بين واقعنا والدول الغربية كبير في الوعي بأهمية العمل التطوعي والخيري رغم أننا في عالمنا الإسلامي نستطيع أن نتميز أكثر لأننا نملك قيم ودوافع تحثنا من ديننا الإسلامي الحنيف في تقديم العمل الخيري والتطوعي للإنسان وغيره .. قال علـــــيه الصلاة والســلام ( وفي كل كبد رطب أجر ) .
ونتمنى أن نساهم جميعاً في نشر وترسيخ ثقافة العمل الخيري والتطوعي عبر جامعاتنا ومدارسنا ومساجدنا وأنديتنا وأسرنا.... حتى يصبح العمل الخيري والتطوعي سلوك حضاري في واقعنا نساهم به في نهضة المجتمع .
بقلم : الأستاذ / عبدا لله رمضان باجهام