لن ترهبونا!

الجهة التي قامت مؤخراً بعملية اختراق موقع الإصلاح نت معروفة لدينا, ومعروفة دوافعها لمثل هذا الفعل المشين, ونقول لها وصلت الرسالة وقُرأت جيدا, لكنها لن تثنينا أبداً عن مواصلة العمل الدؤب في جلاء الحقيقة, ولن تحرفنا عن الطريق الذي اتخذناه في تحمل المسئولية الوطنية إزاء بلدنا وناسنا.

لا يعنينا هنا تلك الجهة أو غيرها, التي ضاق صدرها فطفح حقداً وغيظاً ليس على الإصلاح وحسب بل وعلى كل القوى الوطنية الشريفة التي تناضل جنباً إلى جنب مع الإصلاح من أجل الإسهام في الخروج بالبلد من دوامة الأزمات التي تحاول تلك الجهات إغراقه فيها, فكل إناء بما فيه ينضح, وتلك بضاعتهم البائرة.

وفي كل الأحوال, ومهما كانت شراسة الهجمة الوقحة على الإصلاح, ومهما بلغ حجم الإرهاب السياسي والإعلامي المسلط عليه من قبل جهات نعرفها جيداً وبوسعنا أن نرد لها الصاع صاعين, إلاّ أننا مع ذلك نؤثر أن نأوي إلى جانب العقل والحكمة ولجم نزعة الإنتقام, فنحن لا نريد أن ننساق إلى معارك يختارها لنا الغير, وهي حتماً ليست معاركنا ولا معارك الوطن بقدر ما تفتح الباب لتأجيج صراعات تؤمل تلك الجهات دفع القوى الوطنية إليها بقصد إلهائها عن دورها الوطني, وإفراغ جهدها في ما لا طائل منه, بينما تتفرغ هي لتمرير مخططاتها المشبوهة ضد الوطن وثورة الشعب.

نحن ندرك جيداً حجم وضخامة الحملة الإعلامية الشعواء التي يقودها البعض ضدنا, ونعرف أهدافها المشبوهة ومن يمولها ويقف ورائها, ونلمس محاولات مستميتة لطمس دور الإصلاح وتشويه تاريخه النضالي, ليس في ثورة فبراير وحسب بل وفي كل المحطات الوطنية التي كان للإصلاح فيها أوفر النصيب.

يريدون إسكاتنا وإرهابنا كي لا يصل صوت الحقيقة إلى الناس, فيظلوا يكذبون عليهم طول الوقت ويلفقون الأكاذيب ضد الإصلاح, والتي وصلت في الآونة الأخيرة مستويات قياسية من الدجل والتلفيق والكذب الذي بات بضاعتهم الكاسدة, والذي لم يعد ينطلي على أحد, وأمسى بمقدور القارئ البسيط إكتشافه بسهولة, فالكذب الهستيري لدى تلك الجهات أخرجها عن حدود اللياقة والمهنية واحترام عقل المتلقي, حتى صار من فرطه يبعث على التقزز والغثيان, ويعكس حجم التضليل والكذب الممارس بحق الإصلاح, كما أن الرأي العام أضحى من الفطنة والوعي بحيث صار بوسعه التمييز بين الغثّ والسمين من بين كمّ الأخبار الهائلة الملفقة, وسيل الإشاعات المدسوسة التي ما أنفكت تحاول النيل من الإصلاح ودوره الوطني.

وتجيئ عملية اختراق موقع الإصلاح نت وتدمير محتوياته في سياق الإنتقام من ذلك الدور الريادي للإصلاح وإعلامه الحر, ومحاولة تحجيمه وتعطيل مسيرته, وهي تكشف في ذات الوقت مدى الإفلاس القيمي والمهني لؤلئك الذين يتوارون خلف عناوين زائفة ويهربون من ساحة الكلمة والرأي الحر ومقارعة الحجة بالحجة إلى أساليب القرصنة واللصوصية وانتهاك خصوصية الغير, والتعدي على حقوقهم القانونية التي كفلها الدستور ونظمتها مبادئ المهنة. لكن محاولاتهم تلك ستبؤ بالفشل ولن تزيد الإصلاح إلاّ عزيمة وإصراراً على المضي في نهجة الواضح المنحاز للمصالح الوطنية.

وسيظل الإصلاح, كما هي عادته, أكبر من أن يناله الأقزام أو يرهبه مثل هذا العمل الرخيص, وسيواصل مهمة التغيير وتحقيق أهداف الثورة بمعية القوى الوطنية الحرة التي تشاطره تلك الأهداف وتحمل معه هموم الوطن.

(إفتتاحية الإصلاح نت)

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص