محارب عظيم .. لا يمتشق سيفاً .. ولا يلبس درعاً .. ولا يتمنطق سلاحاً .. يحارب بنبل الفرسان ، وشجاعة العظماء .. منغمس بكليته وسط الموت ، يعايشه ، يداري جزعه ، ويغوص في وحشته .. فلا يضطرب ، ولا يتخاذل و .. لا يهادن.
لوحده في الميدان ، أمام أبشع عدو ، وأفتكه .. يقود سريةً من انداده النبلاء .. يقاسون رهبة معركتهم وقسوتها ، وبأيديهم العارية ، الشاكية العوز ، وقل الحيلة .. وغيرهم يتجرد من الرحمة ، ويقف على مقدرات البلاد والعباد .. ويطاول على المخلصين صنو عظيمنا ..
هو بعد هذا .. لطيف المعشر ، ضاحك الوجه ، رقيق العاطفة ، خدوم ، محب للناس ، وذو كاريزما جاذبة .. لم يتأثر داخله بعصف وظيفته القاتل ، ولا تعدد مأساوية الحوادث التي تمر تحت ناظريه ، فتسبقه ضحكته إلى القلوب العليلة التي ترده ..
يحارب الموت وهو يستشري في أبدان أبناء [ حضرموت ] أرضه التي تفتك بها الأخطار الصحية من كل حدب [ السرطانات ، سوء التغذية ، التلوث البيئي ، التدخين ، القات ... الخ ] ويجاهد /ً وحيداً / غفلة المجتمع وجهل وقسوة القائمين عليه ، ويجتهد في سعيه ويناضل لإيصال صوته / المبحوح / وسط غياب التفاعل والتضامن مع حملاته لإيقاف التدهور الصحي ومسبباته ..
يقود [ سرية النبلاء ] من المحاربين في عدة اتجاهات / مركز علاجي للأورام السرطانية / مؤسسة لدعم علاج مرضى السرطان / حملات لجمع التبرعات / حملات [ دعم ومساندة ] للمرضى / مهرجانات ومسيرات توعوية / حملات مناهضة للتلوث / مجلات ومنشورات توعوية ومناهضة لمسببات السرطان / مراكز علاجية ضد التدخين وتشخيصية لسرطان الثدي / مخيمات طبية في مستشفيات حضرموت لتشخيص وعلاج السرطان .. والقائمة تترى من المجهود الحميد ، المخلص ، الفاعل و .. النبيل.
برنامج عمله اليومي يكاد يكون من أرهق البرامج التي تتجاوز حدود الجسم البشري في تحمل العمل الذهني والجسدي المتواصل على مدى أكثر من 14 ساعة .. تبدأ من عيادة مركز علاج الأورام في مستشفى [ ابن سيناء ] ومعاينة الحالات الوافدة إليه من الساعة 8:00 وحتى 1:00 ظهراً .. فالانتقال إلى جولة على عنابر الترقيد في المستشفى حتى 5:00 من بعد العصر .. ثم عيادته في [ مركز الشفاء الطبي ] بالمكلا من 6:00 وحتى 11:00 مساءً .. ناهيك عن نشاطه الأكاديمي في كلية الطب بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا ، الذي لا أعرف عنه كثيراً ، إضافة إلى التزاماته الإدارية في مؤسسة السرطان وإدارة نشاطها المكثف والمتشعب في أكثر من اتجاه.
د. أحمد محمد باذيب / رئيس مجلس أمناء مؤسسة مكافحة السرطان في حضرموت .. القامة الطبية المعروفة في حضرموت ، قائد سرية النبلاء ، الساموراي الحضرمي الذي لا يهادن الموت ولا يخافه ، ويعمل بلا كلل من أجل إخراج [ حضرموت ] من دائرة الموت التي تحوط بها ..
[ حضرموت [ في قلبه معاني هائلة من الحب والعطاء والبذل والتضحية .. تشرّب منها الخلق الراقي ، والطبع المتواضع ، والقدوة المترفعة عن الصغائر ، ومحبة الناس وتعظيم شأنهم .. وإن حقُر البعض منهم ..
د. أحمد باذيب عنوان لشخصية حضرمية اختزلت السمو الحضرمي ، وتعمل من خلاله ، ولأجله .. ولا تكل ..
أضع مقالي هذا عنواناً لتقدير هذا الإنسان .. واعتماد شخصيته كأنموذج لحب الأرض والإنسان .. ورداً شافياً على كل من يتغنى في محراب حضرموت ويملؤها شقاءً وفساداً وخراباً و .. موتا.
بقلم : أحمد علي فرقز