كلاهما مؤلم وساخن .. حر بالأجساد وحراك بالأمجاد .. ذكريات هنا.. ومنغصات هناك ..وبينهما مواطن قد مل الكل .. بل أنهك حتى الثمالة .. والكهرباء صارت عصاة سحرية تظهر مرة وتختفي مرات .. توقيت مزعج وممل .. لكنه يعجب الولاة ..
وحر قد تتلمذ في مدرسة الهذيان فصار مطواعا في غمرة الزحام .. لكنه لايعرف السياسة.. ولا يضغط في سوق النخاسة .. ولا يجعل من هموم الناس أشلاء ليبني ساسه ..
أما الحراك فحر من نوع خاص .. فحر الكلمات لديه سعير وسموم .. وحر الشعارات ظل من يحموم .. وحر الشائعات والدعايات تصل بك إلى الحلقوم .. وحر الشتائم والترويع تجعلك كالمصدوم .. والواقع كما يصورون .. إن حراكهم قد وصل إلى أمر معلوم .. ودولة ستجعل الحر طريدا مشئوم .. وان الانفصال قدر محتوم .. فمن الحراك أن تصبح فرد مقسوم ..
وعدن بين هذا وذاك كطفل محروم يطلب الدفئ من حر كاد عرقه أن يغرقه .. ومن حراك كاد حره أن يفزعه ويروعه ..
طلاسم حارة لكنها ممتعة عند اصحاب البرود والظل ..ممن ارتضوا للناس الحر وحركوه باشد سخونة ليكون حراكا ..
الحر والحراك لهما علاج فتاك وسريع ..
أما عدن فهي الموجوعة دوما فهي الم في علاج وانه في بسمة وصراخ مع انبساط وحزن مع أمل .. فعلاج الحر كهرباء أمينة في أيد أمينة عبر تيار أمين .. ومكيفات وبرادات للفقراء والأغنياء تقتل جذوة الحر وتقتله شر قتله ..
أما علاج الحراك فهي برادات العقل الهادئ والتفكير السليم .. ومراوح الفطنة واليقظة والركون الى ظل من الثقة والعادلة في حل مظالم الناس .. والسير كالنسيم العليل الذي يجرح خذ الحر ..
فهو حراك مظلوم شوهته أشعة حارقة من أناس في ظلال فنادق خمسة نجوم..
وسيبقى الحر حر .. والحراك لابد أن يكون واعيا وكيس فطن ..
أما عدن ستظل عدن ويكفيها فخرا ...
وأما اليمن هي اليمن موحدة مهما أصابها سموم الحر أو زمهرير الشتاء ..
بقلم : توفيق يحي الحكيم