حديث عبدالقادر هلال عن الذمة المالية يعتبر استهزاء بالمواطنين ونوع من أنواع الوقاحة السُّحتية , يتحدث عن هيئة مكافحة الفساد , وكأنها حصن حصين , وركن من أركان الطهارة , وهي منبع من منابع الفساد , والتي أسسها رأس الفساد , يا أستاذ هلال ؟ أنت تعجبني بالاهتمام بالنظافة , وهي ميزة محسوبة لك وتشكر عليها .. لكن نظافة الشوارع لا تكفي , وتحتاج معها لنظافة القلوب والجيوب من أن يدخلها مال الفقير والمحتاج ورجل الشارع البسيط الغلبان , وسواءً كان هذا المال بالرِّضى , أو بالصَّميل .
هل نسيت الجبايات والإتاوات التي كنت تفرضها على أصحاب البسطات والمحلات التجارية في إب , و تسوير أراضي المواطنين من بيت الغيثي في محافظة إب أيضا , بحجة الحديقة العامة , لتقسم بعدها ككعكة , والأوقاف وأراضيها الوقفية , هل نسيت السمسرة مع المقاولين في حضرموت , لم تتضمنها هذه الهيئة التي دعمت فساد السابقين وتغاضت عن نهب اللاحقين , عيب يا أستاذ عبد القادر , وبلاش نباش ويكفي وجع رأس الذمة المالية التي تتحدث عنها , لن تكون - بالطبع- قبل دخولك السلطة , بل كانت بعد ذلك فأي ذمة مالية تتحدث عنها , وطعامك وشرابك كان وما يزل من أقوات المساكين , أرجو أن تنظر إلى نفسك عبر المرآة لترى كيف أنت الآن , وانظر الى صورة قديمة لك لترى كيف كنت !!
أعرف انك ستعرف الفرق بأنه واضح وضوح الشمس في كبد السماء , وبدون مزايدات .. أذكرك أيها المسؤول الرفيع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما جسم نبت من حرام فالنار أولى به ".
الانضمام للثورة وتأييدها , لا يعني التوبة النصوح والطهارة من حقوق الآخرين , فحقوق العباد لا يهملها الجبار ولن يتغاضى عنها , صحيح أنك أصغر القوم - وإن كنت أعقلهم – لكن معظم النار من مستصغر الشرر.
بقلم : فؤاد الحبيشي