تأتي الذكرى الثالثة والعشرون لقيام الجمهورية اليمنية والوضع في البلاد لا يحسد عليه فالوحدة أصبحت في خطر كبير جدا واليمن مهدد بالتقسيم والتشرذم ومما لاشك فيه إن النظام السابق خلق إرثا سيئ وتركة مثقل بالمآسي تموج بشتى صنوف الظلم والانتهاكات الصارخة لحقوق المواطن اليمني بشكل عام والجنوبي بشكل خاص ، ولم يستثني نظام صالح أحدا من تعسفاته وأمعن في ظلم مواطنيه واستلاب حقوقهم وهو ما جرّ الثورة الشعبية ضده في جميع أنحاء البلاد.
وبعد عامين من تلك الثورة إلاّ أننا لم نشهد أي تغيير واضح يحس المواطن به حتى يلمس ثمار الثورة والتغيير لهذا فإننا اليوم في الجنوب خاصة لم نلمس بذلك التغيير ولهذا فان الوحدة اليوم مهددة حيث علا صوت دعاة الانفصال وأضحى لهم قبول بين الكثير من أهل الجنوب .
والرد على هذه الأصوات اليوم يحتاج إلى أعمال تترجم على الأرض لا بتشكيل لجان تقصي الحقائق أو لجان حصر القضايا أو الخطابات والمقابلات التلفزيونية في القنوات الفضائية .
إنما يريد حلول سريعة لان الشارع يغلي ولم يعد يصدق أية أقوال.. بدون إنصاف الناس ومعالجة قضاياهم ستظل أوجاعهم مصدرا لتأجيج الأوضاع في طول البلاد وعرضها.. تجار الحروب والأزمات مازالوا يتموضعون في بعض مفاصل السلطة وهم يحاولون الاستفادة من الفراغ الأمني وضعف أجهزة الدولة في بسط هيبتها وسيطرتها.
اليمن اليوم أمانة بين أيدي القيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي وحكومة الوفاق فلم تعد الوعود واللجان مطلبا للمواطن في الجنوب وإنما حلول تترجم على ارض الواقع .
إن إدراككم أيه القادة السياسيون لحقيقة ما يحاك ضد اليمن من مؤامرات تستهدف وحدته وتمزيق البلاد والعباد وإغراق الوطن في أتون الفوضى هو عين الصواب.
فوّتوا على تلك العصابات الإجرامية استغلال الأوضاع المأساوية التي تعيشها البلاد .
القتل يوميا ويستهدف كوادر أمنية ومدنية مهمة ويسجل ضد مجهول والتخريب بلغ أشده أربعة استهدافا ت خلال أربعة وعشرين ساعة لخطوط نقل التيار الكهربائي ولم يقدم احد للمحاكمة والكهرباء طفي لصي يقوم به تجار الكهرباء.. حتى القمامة أعزكم الله يعاني منها المواطن في الجنوب.
لو رجع الواحد منا وشاهد صور توقيع اتفاقية الوحدة ورفع علم الجمهورية اليمنية لشاهد إن الذين قاموا بذلك هم اليوم من يحملون معول الهدم لوحدة البلاد وغرس الكراهية بين أبناء اليمن لأنهم كانوا يهربون من مصير مجهول لحياتهم وهاهم اليوم يحمّلون الوحدة أخطائهم الشنيعة .
نؤكد على أهمية أن تقوم الدولة بواجبها في حماية الناس وصيانة حقوقهم ورد المظالم عنهم .. استعيدوا ثقة المواطن بأعمال حاسمة ضد المعتدين والمستهترين بحقوق الناس وألا فالأمر خطير جدا والعواقب خطيرة.
بقلم : عبدالرحمن بن سعد