بكر غبش عاد الصباح ما حنش ، العميد / سالم سعيد المنهالي وكيل محافظة حضرموت الوادي الي بُلك 10 خرير موقع المحطة الغازية التي تُغذي مدن وقرى وشعاب حضرموت الوادي بطاقاتها الكهربائية ، مدفوعا بشعوره الإنساني ومسؤوليته الوطنية وإحساسه بثقل تحمل أمانتها ، بمعاناة أبناء حضرموت الوادي من جرأ تكرار أفعال وزارة المالية غير الإنسانية في حق إنسان هذا الوادي الذي يضخ من نفط أراضيه وحقوله ما يقارب 60 % من نفط الجمهورية ، وتجاهلها عدم تسديد مستحقات المحطة الغازية المملوكة لمؤسسة الجزيرة لتوليد الطاقة الكهربائية الأمر الذي كان سببا مباشرا في انقطاع التيار الكهربائي على كل الوادي وربما يتلذذ المعنيون في وزارة المالية برؤية إنسان وادي حضرموت وهو يكتوي بحرارة الصيف وجفاف الجو وكأنه ليس من جنس البشر .
غير ان زيارة الاخ / الوكيل الهادفة الاضطلاع عن قرب أسباب تكرار الانقطاع خاصة وان هناك توجيهات وتعليمات رئاسية صريحة وواضحة لوزارة المالية بسرعة تسديد كافة فواتير مؤسسة الجزيرة ، قد أثمرت بنتيجة مؤقتة ( كرامة وجه ) من مؤسسة الجزيرة لزيارة الوكيل بان يستمر التيار متواصلا الى يوم السبت 25 مايو2013 م .
والحقُ أن ما يمليه علينا ديننا ووعينا وثقافتنا وتاريخنا ووطنيتنا يجعلنا نقدر تقديرا طيبا ما بذله ويبذله وكيل محافظة حضرموت الوادي من متابعات وزارية وتواصل رئاسي مباشر من شانه درئ كثير من المخاطر والتهديدات المُستهدفة إنسان هذا الوادي في أمنه واقتصاده والنيل من وشائجه الاجتماعية وتبديد ثرواته وزرع الفتن بين قبائله وفئاته المختلفة ، وليعلم أبناء حضرموت الوادي أن التركة ثقيلة وحلها لا يعقل أن يكون بين ( بُكرة وغبش ) ومن هو في قمة هرم سلطة الوادي اليوم ليس بأخِ هارون لكي يستعير عصاه ويضرب بها بؤر الفساد ، غير انه إنسان من لحم ودم يُخطي ويُصيب فأن رأيناه مُخطئا وجهناه وان أصاب شكرناه وامددناه بقوة وقوفنا الى جانبه ومساندته لفعل كل الخير لهذا الوادي وأهله وزواره ، فتجاهل وزارة المالية لتوجيهات الأخ الرئيس ربما يكون ( أمرٌ دُبر بليل ) وجب تفهمه ، غير انه يكفي تجاهلا لحضرموت وحقوق أبنائها ومواطنيها .
نعم .. نحن نقدر مواقف الوكيل ونشكر متابعاته غير أن صدورنا ضاقت ولم تعد تحتمل أن نتحمل وزر الآخرين من السياسيين ليس في مجال الطاقة الكهربائية بل وفي كل المجالات ، حتى نظافة مدننا وشوارعنا التي يدفع مواطن الوادي من قوت أبنائه 5 % تُسلم الى صنعاء دون وجه حق غير مزيد من الإذلال والتبعية وكثير من التحصيلات المالية تواجه نفس المصير ، وربما يأتي علينا زمن إذا ما استمرت قياداتنا في الوادي مطواعة لصناع سنرسل ما علينا من ملابس لتنظيفها في صنعاء ونبقى عُراة الى ان ترضى وزارة المالية وصخرها غير الوجيه ، لقد بلغ الذل مبلغه فلم يعد لدينا في قوس الصبر منزع ، ولم نعد قادرين الاستمرار في نكث غزلنا بعد انكاثا ، إننا نغرق .. نغرق .. نغرق فلم ولن يعد في صنعاء رجل رشيد ليرى ان الصبح ليس ببعيد .
بقلم : سليمان مطران