خبر عاجل :
في ظل فشل حكومي ذريع في توفير الكهرباء للمواطنين : اعتداء هو السادس على خطوط الكهرباء من مأرب واليمنيون يحيون ذكرى الوحدة في الظلام .
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (المائدة 33).
الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (البقرة 27) .
(أنا هنا لا يهمني كثيرا أن تعرضت خطوط الكهرباء للاعتداء بالتزامن مع خطاب الرئيس هادي بذكرى الوحدة أو أنها أعمال همجية ورهانات خاسرة يراد بها إعاقة التسوية السياسية .. بقدر ما يهمني ان تلك الأفعال تلحق أكبر الأضرار بمصالح أسرتي الصغيرة وأنا كبيرها وتمنع أبني (أكرم) من المذاكرة وتحد من جهده المطلوب في التحضير لامتحانات الشهادة العامة للثانوية التي أصبحت تؤرقنا وهي على الابواب , وذلك سر غضبي وجل اهتمامي ..) .
أين عقلاء وحكماء اليمن ؟ ألم يلحظوا بعد أن صراع مراكز القوى في هذا البلد وصل إلى أوجه ؟ , ان المشهد السياسي بات أكثر تأزما بفعل الظروف الحالية للصراع السياسي القائم وأفعال (الثورة المضادة) الحاقدة والمتربصة , والخشية - هنا- من امتداد النار إلى داخل الدار لتحرقه وأهله وتأتي على كل شيء , وهذا لسان حال الجميع بعد أن تصاعدت أعمال العنف والاعتداءات الهمجية والقتل الغادر , وتزايدت هجمات التخريب لخطوط الكهرباء والنفط والغاز بهدف إيجاد أزمة في الخدمات العامة وضرب مصادر التمويل للتنمية واستقرار الوطن , ومن خلال ما أفرزته تلك الأفعال التخريبية المتكررة من مظاهر واسعة للتذمر والسخط بين أوساط الناس وفي عموم البلاد يمكننا أن نعرف تحديدا عن أهدافها ويتضح لنا عن يقين من يقف ورائها , ولينقلب السحر على الساحر .
فلو نظرنا الى ما آلت اليه الأمور بعد شد وجذب وعناد ,وتصريحات نارية هنا وهناك , وتهديدات بإحراق الأخضر واليابس أطلقها تباعا بعض اطراف العملية السياسية في البلد (بينما لا توجد هناك أي آلية للرصد والمحاسبة).. فيعلوا الضجيج ويرتفع الصراخ وتطغى لغة التهديد والتخوين وأفعال التخريب على كل شيء قائم البلاد ,ويصاب العباد بأضرار جمة , وتختل المعادلة لتعود الأمور إلى نقطة الصفر ومربع العنف الذي سبق لنا أن تجاوزناه سالمين .
أن هناك تمادي غير مبرر في مظاهر التنافس والاختلاف يدفع ثمنه الشعب من أمنه واستقراره ..وقوته ايضا ! فتخريب خطوط نقل الطاقة الكهربائية هو العمل الأكثر رداءة وقبحا في وقتنا الراهن وازمتنا الشائكة , فالطاقة الكهربائية ليست وسيلتنا لإنارة بيوتنا وشوارعنا , وبانقطاعها نفشل في الحصول على الرفاهية الفائضة والمتعة الزائدة في التواصل مع تكنولوجيا العصر ووسائله المريحة .. بل أن الكهرباء هي عصب الحياة الاجتماعية في بناء الدولة المدنية والديمقراطية ، وتقوم عليها الحياة المعاصرة للإنسان المعاصر في أي مكان من العالم ،المنازل بحاجة إلى الكهرباء وخاصة في المناطق الحارة التي تعتمد على الكهرباء في تكييف المنازل ونحتاج للكهرباء في مرافق العمل , وفي تشغيل الأدوات اللازمة لحياة الإنسان، والمصانع والمعامل بحاجة إلى الكهرباء حيث دخلت الكهرباء في الكثير من لوازم الإنسان ولم تعد ترفا بل ضرورة حياتية.
الكهرباء هي الوسيلة الاولى والهامة التي لا غنى عنها للاقتصاد اليمني (ولشعبنا المنتج والمكافح والمغلوب على امره) في تشغيل المصانع والمعامل والورش لاستمرار دوران عجلة الانتاج والاقتصاد عامة ,وايضا للحصول على مورد الرزق الضروري للأفراد لضمان لقمة العيش الكريمة التي تغني البيوت المحتاجة وتكفل مجاميع الأسر الفقيرة في مواجهة متطلبات الحياة اليومية لعامة الناس وهم غالبية المواطنين الشرفاء من أبناء الشعب اليمني الاصيل ممن يندرجوا تحت توصيف ذوي الدخل المحدود, وجلهم على باب الله في رزقهم الكريم وكدهم المثابر ليأمنوا دخلهم الزهيد يوما بيوم بل ساعة بساعة , في نعمة من الله ورضاه .
ترى هل يعرف بهذه الحقائق مترفي الوطن ومتخميه من مدمني البقاء في السلطة والطارئين على النعمة ؟ وهل يعلم بهذا الواقع المؤسف أولئك المجرمين والماجورين ممن يقوموا عادة بضرب خطوط نقل الكهرباء وتخريبها مقابل حفنة من الدراهم الملوثة بمعاناة الفقراء , وتلك الاموال الحرام التي لا تمنع عنهم لعنة امثالنا من البسطاء بل وازدراء شعب بأكمله, وذلك في الحياة الدنيا وعقاب شديد في الأخرة .
ألا يعلم أولئك المرتزقة أن هناك كثير من الأبناء هم فلذات أكبادنا يقفون الآن على أبواب امتحانات الشهادة العامة للمرحلتين الأساسية والثانوية , وان أسرهم تعاني الأمرين لتوفر لهم الأجواء المناسبة للمذاكرة والتحصيل العلمي في سباق مع دواليب الزمن المسرعة نحوا ساعة البدء , بينما نجد تلك الأفعال القبيحة في تخريب الكهرباء تزيد من معاناتهم وتساهم في تعميم الجهل والظلام وزيادة حالات الاكتئاب والضغط المالي والنفسي على الطلاب والأسر معا, مما يؤدي إلى الاعتماد على التزوير والغش وهو اللبنة الاولى في تخريب الأجيال الواعدة وضياع مستقبل اليمن .
لو أنهم يعلمون أو أنهم يشعرون (أولئك الحاقدين والعابثين بأمن واستقرار شعب ووطن ممن يمولون وينفذون أعمال التخريب لخطوط نقل الكهرباء) بتلك الدعوات بل واللعنات التي تنالهم يوميا من عامة الشعب لتواروا حياءً عن الأنظار وفضلوا البقاء على القليل من الزاد أو الموت بشرف على أن يعيشوا برغد من تلك الاموال الحرام وهم على الضلالة , ثمنا لمعاناة شعبنا وألآمه نتيجة تخريبهم لأهم وسائل عيشه وتواصله , هم وحدهم البسطاء والفقراء من أبناء شعبنا العظيم الصابر على الضيم من يتضرروا ويكتو بنيران تلك الأفعال المنكرة والقبيحة والتي تصيب اليمن وأهله في مقتل .
إننا ندعوا جميع من لحقت بهم الخسائر والأضرار من الأفعال المشينة لعصابة تخريب الكهرباء والحياة كافة , أن يلجئوا إلى أضعف الإيمان لدفع الضرر, وهو رفع صوتهم المظلوم بالدعاء إلى المولى عز وجل (في كل لحظة ومناسبة يتم فيها تخريب وانقطاع الكهرباء ) بأن ينتقم لنا كافة من زمرة الحقد والاجرام ممن يمولون وينفذون أعمال الفساد والتخريب بحق الشعب والوطن .
علينا جميعا أن نتوجه إلى الله بقلوب مؤمنة وخاشعة ونسأله بأن يعجل بإحباط أفعالهم الشريرة التي تلحق بنا أكبر الاضرار, وأن ينتقم لنا منهم في الدنيا ويعاقبهم أشد العقاب في الأخرة , وهو السميع المجيب .
نعم ,ليس لنا (نحن قليلي الحيلة والوسيلة ) سوى وسيلة وحيدة للعبور إلى النور , وطريق وحيد للنجاة لابد لنا من أن نسلكه وهو الأجدى لنا والأجدر بنا أن نتبعه , نعم فقراءة القرآن الكريم والدعاء لله فرادى وجماعات ,هو السلاح الأمضى في المواجهة مع أولئك الأعداء الاوغاد ,وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ وافعالهم الخبيثة والمسيئة .
نعم اللجوء للواحد القهار هي وسيلتنا المثلى للمقاومة بصبر وايمان وللعيش بسلام وأمان في ظل هذا التقصير وعدم المبالاة من قبل حكومتنا الرشيدة تجاه أحوالنا التعيسة , وما نلمسه من التخاذل والتباطؤ للمؤسسات والأجهزة الرسمية والمعنية بردع هذا الاثم العظيم الذي وصل الى حد التواطؤ مع عصابة الجرم المشهود , حسبنا الله ونعم الوكيل وهو نعم المولى ونعم النصير .
وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (المائدة 64).
وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (الأعراف 56) .
بقلم / طارق مصطفى سلام