في هذا الضجيج واللغط العائم والهادم ، والتطاول على تيار كان ولا يزال الرائد في كل مجالات الحياة.. أكتب وأسطر وبكل شرف عن هذا العملاق (الإصلاح) ..
لقد نشأ على أيدي العلماء الأجلاء ، والشباب الذين أخلصوا وتحمسوا لنصرة دين الله وبثه وإشاعته إلى الناس بحكمة وبالتي هي أحسن، ناهيك عن أفعال الخير من إغاثة للملهوف وكفالة لليتيم وإعانة للأرامل والمعوزين، من هذا البياض الناصع أسطر كلماتي المتواضعة وأنا أنظر إلى بحر (الإصلاح) الهادئ حين يرمى بحصى السباب والشتائم، ويكون هائجاً بموجه حين يثور ويغضب على الظالمين والفاسدين، فلله در هذا الأمواج الخيرة الهادئة والهائجة .
لقد نسي البعض فضل هذا التيار، وراح يتلاعب به الشيطان بالنظر في أخطاء بعض أفراده ، ولا يدري أن مسيرتنا مسيرة بشرية فيقع علينا ما يقع على غيرنا من الخطأ ، وكذلك هي غشاوة الفتن تجعل البعض يلفق ويشيع وينكر ويجحد فضل الآخرين وأعمالهم الفاضلة ، ويركز ويدندن على أخطائهم ، متناسياً أن المسلم يجب عليه أن ينصف المخالف وأن يعدل في قوله وشهادته ، قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) .
إن العقلاء وأهل العلم خصوصاً أنصفوا هذا التيار الخيّر ، فنطقوا بشهادة الحق والإنصاف ، ولعل منهم الشيخ العلامة عبدالله محفوظ الحداد ، فقد قال في رسالة له - ومعي نسخة منها بخط يده بتاريخ 18 رمضان 1411هـ -قائلاً : (هذا بخصوص حزبنا الميمون حزب الله - التجمع - بمبادئه وأهدافه الإسلامية السامية ، وبأعلام العلماء الصادقين في شمالنا الحبيب ، فهو حزب العلماء والأمل في الإصلاح معقود عليه إن شاء الله ، فلا يؤثر عليكم ما تكتبه أحياناً الصحف خصوصاً صحف الحزب الاشتراكي ، فطالما كذبوا عليه ، وأنا وإن لم أقبل الاشتراك رسمياً لكنا معه وبكل قوانا ومع كل التيارات الإسلامية ، وأسأل الله لكم التوفيق لجمع الكلمة إلى هذا التيار الخير والعمل السياسي يعتبر جهاداً في سبيل الله)..
لله دركم شيخنا الميمون لقد عز في زماننا هذا من يقول كلمة إنصاف وكلمة حق ، فهذه سفينتنا يقودها العلماء الأجلاء إلى بر الأمان ، فالعلماء هم الذين توغلوا في النصوص الشرعية ، وسبروا أغوارها ، لذلك أقرب إلى معرفة الحق من غيرهم ، فالناس عند الفتن تلجأ إليهم ليبينوا ما تشابه من الأمر، وهم ولله الحمد والمنة موجودون في جميع أطر (الإصلاح) ومفاصله الخيّرة ، يستفاد من رسوخ علمهم وفهمهم النير عند الأحداث والمذلهمات ، قال تعالى : (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) .
بقلم الشيخ / محمد سالم هبيص