الوحدة في سن الشباب

في الذكرى الثالثة والعشرين لوحدة اليمن الحبيب ها هي الوحدة اليوم في سن الشباب وتستعد لمغادرة مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد.

الوحدة لوحة جميلة ناصعة البياض شوهتها التصرفات وعبثت بها السياسات .

الوحدة قيمة إنسانية راقية المعاني أساءت الدولة التي أدارتها الحفاظ عليها وإبراز أروع معانيها .

الوحدة إشراقة رائعة في سماء الفرقة إنها المطر العذب البعيد عن العواصف السياسية الهوجاء.

ليست الوحدة السبب في رداءة أوضاعنا بقدر ما كان السبب في أننا لم نحسن إدارتها .. وهل كان (سد مأرب) الذي أنبت لأهله جنات عن يمين وشمال وجمعهم حوله عصور هل كان السبب في تفرقهم ، بقدر ما كان السبب إهمال أهله من حوله وسوء تصرفاتهم والتفريط في صيانته وإدارته وكفران هذه النعمة العظيمة وخسارتها من بين أيدهم وتفرقوا أيدي سبأ .. إن في ذلك لآيات ....

إنني في هذه الذكرى ادعوا إلى لحظة صفاء تكون بعيدة عن المزايدات السياسية والمناكفات الضيقة والحديث بحيادية عن هذه القيمة الإنسانية بعيدا عن الحشود الاستعراضية لهذا أو ذاك .

إن البحث الهادئ الرصين يمكننا من النتائج الباهرة المفيدة والحلول الجذرية .

دعك اليوم ممن كان السبب ومن انتمائه وتوجهه وانتقل إلى ماذا يمكن أن نصنع لإعادة البهاء لهذه القيمة الكبيرة في ذكرها الثالثة والعشرين وهي ماتزال في سن الشباب .

ولقد قامت ثورة (الشباب) بعد 20 عاما لتعيد للوحدة رونقها التي عبث بها (الكهول).. فعلينا أن نستفيد من جميع الأخطاء السابقة حتى لا نكررها مرة أخرى مع أجيال قادمة بقصد أو بدون قصد مهما كان شكل الدولة الذي سيتحدد قريبا من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .

ويؤسفني القول أن هناك اليوم من يسعى لنشر ثقافة الكراهية وغرسها بين أبناء الشمال والجنوب يتعهدها ويسقيها بكل ما أوتي من قوة لتتشربها الأجيال التي لا ذنب لها.

هناك من ملئ قلبه حقدا وكراهية وانتقاما في عالم اليوم الذي أصبح يتحدث عن التسامح والحب والألفة.. هناك من نذر نفسه وقلمه ليؤجج أكثر مما يهدئ ليوقد أكثر مما يطفئ ليهدم أكثر مما يبني.

إن ثقافة الكراهية لابد أن تزول من العقول والأنفس وان يعمل كل الكتاب وكل المثقفين وكل الدعاة والواعظين على استئصالها .

علينا أن نتشبّث بكل المعاني الحضارية التي عرفتها مجتمعاتنا منذ مئات السنين ، فالكلمة الطيبة صدقة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، والابتسامة جواز مرور للمحبة مهما كانت النتائج .

وستذهب رغوات الزبد ويمكث ما ينفع الناس في الأرض .. (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).

والله غالب على أمره.

بقلم : الخضر سالم حليس

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص