اليمنيون القدم ما وطئوا موطناً إلاّ وتركوا فيه بصمة خير فيه ، كالشجرة الطبية لا تثمر إلاّ ثمراً طيباً ..
وما من حضارة قديمة إلاّ ولليمنيين أثر كبير في قيامها ونهوضها وتطورها ، وفي زمننا الحاضر عند تعوّد المواطن اليمني الاغتراب والرحيل عن الوطن ، فأينما حل أو ارتحل يبقى ذو سمعة طيبة (وبالمقابل يلقى المعاملة الطيبة) ودول الخليج هي الأوفر حظاً من غيرها من الدول من العمالة اليمنية الوافدة إليها ، وما قاموا بها من إنجازات هي خير دليل على ذلك (والمقام هنا لا يتسع للحديث عنها)..
لكن الناظر الآن لحال المغترب اليمني يراه أسوأ حظاً من سابقيه ، واضعاً يده على قلبه خوفاً من أي قرار تعسفي بحقه ، يفاجأ بأن يكون محط أنظار الساسة وأصحاب القرار فتنزل القرارات على رؤوس المغتربين اليمنيين كالصاعقة.
إن السياسات الخارجية بين اليمن وأشقائها تؤثر سلباً وإيجاباً على المغترب.. وحرب الخليج الثانية خير دليل على ذلك!!
والسؤال الذي يطرح نفسه : إلى متى سيظل المواطن اليمني يعاني المرارة ؟! في وطنه وخارج وطنه .. لم يغترب ويلاقي نصب وعذاب الاغتراب إلاّ لتحسين وضع أسرته الاقتصادي الذي لم يستطع أن يحسنه في بلده (اليمن) ..
يا أصحاب القرار في بلدنا؛ نظرة رحمة للمواطن خارج وداخل اليمن .. لا تجعلوه كبش فداء لسياسات لا دخل له فيها ، هو يناضل فقط من أجل لقمة عيشه ورفاهية أسرته ، والتي هي واجب على ولاة أمره بأن يسعوا جاهدين لإسعاده.. لا تجعلوه ريشة في مهب الريح لسياسات لا يعرف كنهها ولا مسبباتها !!
اجعلوا هذا الوطن يحضن أبناءه ويحنون للرجوع إليه أعزة، ولا العيش في غيره أذلة .. فهذا واجبكم ، وإن لم تستطيعوا القيام بواجبكم فأقل شيء لا تجعلوه يعاني بسببكم ، وتكونوا سبب تعاسته !!
وكما يقال : (إذا لم تستطع أن تخفف من آلام الناس ، فاحرص على أن لا تكون سبباً في إيلامهم) .
بقلم / أفراح قمصي