هل سيتكرر سيناريو أبين في الغيل؟

رغم الفارق الكبير في ما يحصل اليوم في الغيل وما حصل في أبين إلاّ أن هناك عقول لاتريد أن تخرج رأسها من التراب لترى الوضع كما يجب أن يرى , ولعها رهنت عقلها وفكرها بما تبثه قناة الفتنة "عدن لايف"

والتي لم يسلم منها حتى الحراك نفسه ! فصارت عدن لايف كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.

وبالعودة إلى مسرح الأحداث قبيل وأثناء سيطرة أنصار الشريعة على أبين يتبن لنا الآتي :

لم يحدث أي اشتباك لمنع الجماعة من الدخول إلى أبين اللهم اشتباكات خفيفة ومحدودة وبالأسلحة الرشاشة فقط , فكانت النتيجة أن سيطر أنصار الشريعة على أبين في غضون ساعتين من الزمن .. واليوم أصبح الوضع مختلف في الغيل حيث هاجم الجيش تجمع لأنصار الشريعة في الغيل منعاً لسيطرتهم على الغيل في عملية إستباقية خشية سيطرتهم على المدينة.. وأهل الغيل يعلمون بتواجد أنصار الشريعة ويعلمون حقيقة وجودهم كما أكد أحد مشايخهم يوم حذر من هذا اليوم بسبب سكوتهم عن وجود القاعدة بينهم وفي مدينتهم...

ما يحصل في الغيل مختلف تماماً لما حصل في أبين اللهم ما قد يصيب المدنيين من آثار تلك المعارك والتي نرجو الله أن يجنب الغيل وأهلها كل مكروه وسوء.

والغريب أن قناة عدن لايف تضع نفسها في موضع المدافع عن تنظيم القاعدة في جنوب اليمن وهي أشد ما تكون كرهاً لنهج القاعدة السني المختلف كثيراً عن نهج رئيسهم الشرعي الموالي للشيعة .. في حين تدافع عن الحوثيين الشيعة في شمال اليمن! وهي بهذا تجمع المتناقضين وتضع البيض مع الحجر في سلة واحدة وتكرر غلطة عفاش في الرقص على رؤوس الثعابين!! هذا مع ما سيخلفه وقوفهم ضد محاربة القاعدة من استياء دولي هم في أمس الحاجة ولو إلى الفتات منه.

فيجب على الحراك أن يراجع سياسته الحالية في دعم القاعدة عن طريق إظهار حرب الحكومة على القاعدة بالحرب على أبناء الجنوب!

فهذه السياسة سوف تلقي بهم وبقناتهم إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم !

وعلى الحراك كذلك أن لا يمارس الانتقائية في اختيار المظلومين .. فتجدهم يناصرون من أبناء الشمال الحوثية بدعوى أنهم ظلموا ! ولا يناصرون أبناء الجعاشن أو حراك تهامة أو سجناء الثورة رغم أنهم جميعاً من الشمال ومظلومين.

وإضافةً للانتقائية في الحلفاء فهناك انتقائية للأعداء كذلك.. فهم يعادون الإصلاح وكل ماله علاقة بالإصلاح فقط ويترك المؤتمر وكل من له علاقة به مسبعاً مربعاً ينعم بنسايم الود والإخاء الغير بريء والذي يدل بوضوح على دعم المؤتمر العفاشي لهم .

ويستطيع المراقب المحايد ملاحظة ذلك بوضوح .. فعلى سبيل المثال ترى قناة عدن تكرر على مسامع مشاهديها أن الإصلاح التكفيري فعل وفعل وانه ظلم الجنوبيين في حين لم نسمع ولو لمرة واحدة ذكر للمؤتمر وان الجنوبيين قد ظلموا في عهده؟ رغم انه المالك والمتصرف في البلاد ومن عام 97م حتى قيام ثورة فبراير 2011م.

وفي تصوري أن عداء الإصلاح نابع عن رغبة الداعم الرئيس للقناة وهم الشيعة والذين يرون أن الإصلاح بصفته أكبر حزب سني هو أكبر عقبة في طريق نشر مذهبهم الشيعي الرافضي في جنوب اليمن لذلك تجدهم يركزون على تشويه صورته وذكره بكل سوء حتى يفقد الجمهور ثقته به وعندها لن يصدقه إن هو حذرهم من التشيع!

ثم أن بث حطاب نصر اللات على الهواء مباشرة في حين لم يبث ولا خطاب واحد لا لمسؤل عربي أو معارض أو غربي أو شرقي ؟ لماذا عندما يتعلق الأمر بحزب الله تتحول عدن لايف من قناة متخصصة في الشأن الجنوبي إلى قناة إخبارية ؟ زد على ذلك بثهم لفلم وثائقي عن حزب اللات الذي يقتل أطفال ونساء سوريا ويتفاخرون بقتلهم النواصب التكفيريين "أهل السنة" وأهلنا في غفلتهم يعمهون.

غير أن مكرهم هذا إلى زوال وستتضح الصورة أو قل قد اتضحت أمام جماهير الناس في جنوب اليمن وسيعلم من بكى ممن تباكى.

وختاماً نسأل الله أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

بقلم : 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص