ينخرط قادة الشيعة ومراكز القيادة لديهم في إيران في حماقة ستعود آثارها السلبية على الشيعة في العالم اجمع.. انهم يحاولون في حمق متمادي إنهاء ثورة سوريا المنتصرة لصالح حكم ظالم باغي مجرم الى الحد الذي لا يتصوره أحد والى المدى الأبشع في فعل القيادات بأوطانهم مدى يصبح فيه القائد مجرد وغد أجير للأجنبي الحاقد البغيض لشعبه.
إنّ مرحلة جديدة في الصراع الشيعي السني قد انبثقت يوم الاربعاء الخامس من يونيو /حزيران 2013 هي مرحلة (ما بعد القُصير) عنوانها المزيد من العداء والصراع والمجابهة ، كان حزب الله الشيعي بربرياً وفارسياً أكثر منه عربياً وهو يتدخل بحماقة لاستعادة القصير من يد الشعب السوري ليرميها في حضيرة الأسد المتعفن.
كان بإمكان الشيعة بقيادة زعامتهم في طهران الإنحياز الى الشعب السوري الذي يدركون ثورته عبر مخابراتهم و لكنهم يتجاهلون هذه الحقيقة ويصمونها بانها مجرد تكفيريين مع امريكان وصهاينة ، هم يعتقدون أنّ بإمكانهم عبر هذا التجاهل الاحمق وعبر أدواتهم ومالهم واسلحتهم وحليفهم الروسي خنق الثورة / الشعب الثائر لصالح دميتهم في دمشق بشار الاسد ، يوقنون انهم يمارسون استراتيجيتين في آن واحد فهم اما ينتصرون لعميلهم المخلص وإما انهم يقودون سوريا السُنية لدمار شامل يضعفها وهي تخرج من قبضتهم. كما ان بإمكانهم الانحياز الى الشعب وسيحتفظون ببعض الود مع الشعب المنتصر ولكنها الحماقة والغطرسة ومؤداهما العمى عن الوقائع.
كان النظام الايراني ، ولا يزال ، يتلفع بعباءة نصرة المستضعفين ، ذلك ماكنا نعتقده فيه ونتعشم للمستضعفين في عالمنا النصرة بسببه ، وانقشع الغطاء للعالم اجمع على الساحة السورية ، كان منطق الاشياء ان تتخلى ايران عن نظام بشار وتتركه يواجه قدره بمفرده في مواجهة شعبه على الاقل، ان لم تنتقل الى ضفة الشعب المستضعف، ولكن كانت المفارقة أقسى: وقوف ايران في صف الطاغية لتسجل سقوطها الاخلاقي والاستراتيجي المدوي، في زمن ايران بحاجة فيه الى الاصدقاء والمناصرين فكانت النتيجة خسائر متتالية، في الواقع، تجنيها ايران زعيمة الحماقة الشيعية.
كانت ايران تنصب نفسها المدافع الامين عن الشعب الفلسطيني بصفة خاصة ضد الاحتلال الصهيوني، فلما اتضح لها حجم الإجرام الذي يمارسه نظام بشار الاسد ضد شعب سوريا لم تتخلى عن النظام وتقف مع الشعب الذي اصبح والشعب الفلسطيني سواء من جهة القمع والوحشية، لا بل تجاوز نظام بشار وحشية الصهاينة بلا مقارنة رئيس مسعور يدافع بكل خساسات الإنسان وقبحه عن نظامه الذي ورثه عن ابيه الهالك، اثبت بسلوكه البربري أنّ الأهم عنده هو في سوريا لا سوريا ولا شعبها، اصبح الشعب في نظره وممارسته لا حاجة له وليذهب الى الجحيم الأفظع والاقسى مادام أنّه لا يعبده وغير قابل للاستعباد، مادام انه يسعى لإسقاط عرشه الذي بناه ووطده عبر القبضة الأمنية والنضال الزائف والصمود في مواجهة الامريكان وحليفتهم (اسرائيل). ويتكشف الأمر فاذ بأمريكا تقف مع خيار الحفاظ على نظام ظل مخلصاً للتهدئة الفعلية مع اسرائيل.
كان الأولى بقادة الحماقة الشيعية، بما لهم من تأثير على النظام السوري، ان تقف مع الشعب السوري فتدفع بشار للاستجابة لمطالب الشعب بدل حديثه الممجوج عن مؤامرة خارجية مهما تكن نتائج الاستجابة:فان بقي بشار في سدة الحكم كان بها وان كان خيار الشعب السوري مختلف لم تخسر ايران سوريا الشعب والأرض، ولكن ايران لم تخسر بموقفها المساند للقهر سوريا الشعب والارض بل خسرت بقية التعاطف معها باعتبارها قوة تقف ضد (الاستكبار) الامريكي الصهيوني، هذا (الاستكبار) بالعكس حصل على نقاط جديدة على حساب ايران جعله في موقف المدافع عن المستضعفين في سوريا بعد مصر وليبيا واليمن، ولكن تبقى (اسرائيل) عامل يحد من الإندفاع الامريكي في الطريق الصحيح، لا توجد في امريكا سياسة مؤداها السعي الى خلق القهر والاستضعاف ولكن سياسة مؤداها الحفاظ على مصالح امريكا.
واهم من يعتقد انه بإمكانه ابقاء الاسد الدمية في حكم سوريا فان الثورة ستزداد تعاظماً وستجد المزيد من الدعم وستتحول المعركة في جانب منها الى فرصة للخلاص من الشر الذي يبته الشيعة لأهل السنة وبطريقة واضحة فاقعة مزرية مشينة، فرصة لسحق قوة الشيعة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
في كل مرة يثور فيها الشعب ضد الحاكم الفاسد المستبد مهما كان دموياً فان النصر حليف الشعب، فالفرد يذهب ويسقط مهما كان حجم مؤامرته في مواجهة الشعب، وقد يحاول الطغاة مواجهة الثورة بتصويرها بغير صورتها وتسميتها على نحو مغاير لكونها ثورة من صميم الشعب، ولكنهم يجنون السقوط والخيبة والندامة.
سيسقط حكم الأسد بعد ان يدفع الشيعة المزيد والمزيد من ثمن حماقتهم الدموية، وستعود سوريا الى شعبها الثائر البطل وسيجني الشيعة المشاركين في حماقة الدم والصامتين الخيبة اولاً وانهيار كل مكانة واحترام لهم في قلوب اهل السنة في كل العالم ولن يجدوا بعدها من يتضامن معهم ومن يدافع عنهم بل سيجدون اهل السنة واكثر من أي وقت مضى يتطلعون الى اليوم الذي يسهمون فيه في اسقاط حكم (آيات الله )في طهران والى اليوم وكل يوم يسهمون فيه في اجتثاث حزب الله الفارسي من الأراضي العربية اللبنانية.
ذات الحماقة الشيعية تدفع بالشيعي المتسلط نوري المالكي رئيس وزراء العراق لمحاولة تكريس اللون الواحد في المشهد العراقي ليحول الاغلبية السنية الى اقلية مقهورة، انه يرتكب افظع المخالفات للنظام وللقانون العراقي عبر القضاء الفاسد الذي يرعاه بنفسه ثم يذهب يسمي كتلته باسم (دولة القانون) ان القانون المقصود والوهمي في الواقع هو قانون القوة ويغيب عن ان الاسد السني لن يلبث ان يقضي على وساوسه وتفكيره الشيعي العبثي العقيم الذي يؤجج نار العداء السني ضد الشيعة والتشيّع.
وفي اليمن لا تزال مجاميع الحوثية تحاول ارباك المشهد السياسي وتفرض خيارها بالقوة وهي مدركة ان نظام علي صالح الذي لم يكن جاد في كسر شوكتهم واقتلاع مخططهم ضد النظام الجمهوري قد اصبح في خبر كان واصبح النظام الجديد يمنح الفرصة المؤقتة للحوثية للخروج عن دائرة الحماقة الى العقل عبر انتهاج خيار السلام والعمل السياسي والا فان خيار القوة كفيل بإنهاء احلامهم الطائفية في اليمن بما في ذلك مشروعهم لتدعيم انفصال جنوب اليمن عبر علي سالم البيض وتياره الانفصالي.
ان الحماقة الشيعية في سوريا والعراق واليمن علامة فارقة ستقود الى تجفيف المد الشيعي وتحطيم احلامه التي تتكشف بشاعتها في كل يوم. ان الامر الوحيد الذي قد يشفع للشيعة المعتدلين المؤمنين بحق المظلوم في الدفاع عن نفسه كما تحدث الامام الخميني هو اظهار مواقفهم ضد هذه الحماقة المتمادية من خلال العمل لإنهاء الحكم العدواني لآيات الله في ايران و الانضمام الى صف المظلومين على الاراضي السورية واللبنانية والعراقية واليمنية.
ان حماقات الشيعة ستدفع اهل السنة الى المزيد من التقارب والالتقاء ونسيان الخلافات البسيطة التي تمثل حاجز للعمل المشترك والشعور المتحد بالخطر الشيعي.
بقلم : مرعي حميد