الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ، وكل إنسان ذو لب وعقل يحسب ألف حساب لصحته وعافيته ، فكلما ألم به مرض يهرول مسرعاً من طبيب لآخر أخذاً بأسباب العافية والشفاء ..
إن الكثير من الدول تجعل نصب أعينها ومن أهم مهامها صحة المواطن والحفاظ عليها.. تسعى جاهدة لإبعاد كل ما فيه ضرر على مواطنيها .. إذ كيف بها تنشئ جيلاً وحضارة من شعب مريض !!
نلف وندور حول العالم لنصل إلى هنا .. إلى اليمن وكيف هي الجهود في الحفاظ على المواطن وصحته ؟! لن أخوض في الأخطاء الطبية ولا في المبيدات الزراعية ولا في الأدوية التي لا تزيد المريض إلاّ مرضاً من انتهاء صلاحيتها أو سوء تخزينها وحفظها ورداءتها.. ففي هذه الأمور قد تكلم الكثير وبُحّت حناجرهم ، ولكن (لا حياة لمن تنادي !! ) .
لكن سأخوض الآن في موضوع التخفيضات والتنزيلات الهائلة التي يعلن عنها هنا وهناك في المواد الغذائية والمنظفات والأطعمة الخفيفة للأطفال ومشتقات الألبان والمشروبات وغيرها من المستلزمات الاستهلاكية تباع بثمن بخس بعد أن كانت أسعارها نار لا يقدر البعض على شرائها .. والسؤال هنا : هل ما زالت مواداً غذائية وإستهلاكية ؟ أم أنها باتت سموماً تنخر في جسد المواطن ، يدفع فيها ريالات معدودة !! لكن بعد أن تُسبب له الداء لن تكفيه الملايين لعلاجه !! قد يظن البعض أن هذا الكلام مبالغ فيه ولكنه للأسف الحقيقة بعينها .
يا أصحاب الشأن إن أرواح وصحة الناس أمانة في أعناقكم ، قد تقولون أن العاقل يعرف ما ينفعه وما يضره ، ولا يحتاج للنصح والموعظة ، وهذا صحيح ، لكن قوموا بمسئوليتكم فحسب ، فأنتم مسئولون أمام الله عنها.. لا تسمحوا لهذه المواد الغذائية المنتهية الصلاحية أو المقاربة لنهايتها بأن تباع كسلع عادية، وتذكروا قوله صلى الله عليه وسلم : (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .
بقلم : أ. أفراح قمصي