إن من أعظم العقود في الوجود هو عقد الزوجية الذي يعني دمج شخصين في حياة واحدة وظروف واحدة على أساس المودة والرحمة قال تعالى : (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) .
فالمودة والرحمة تتولد من قرب الزوجين من بعضهما البعض ومعرفة كل منهما للآخر ، معرفة ما يحب وما يكره وما يسعده وما يغضبه ، وأساس ذلك كله هو التفاهم والمصارحة والحوار بأن يبادر كل من الزوج والزوجة بإخراج مكونات نفسه والتعبير عما يخطر بباله من مشاعر وأحاسيس وقناعات سواء كانت إيجابياً كالتصريح بالحب والإعجاب بالتصرفات والأعمال ، أو كانت سلبياً كالإعلان عن عدم الموافقة على أمر ما أو الاعتراض عن تصرف ما .
فعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه أمر ذلك الرجل الذي قال له : إني أحب فلاناً ، فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ( هل أخبرته ؟ ) قال : لا . قال : ( اذهب فأخبره ) .
إذا غابت لغة الصراحة والحوار فإن لغة الصمت والانسحاب تحل مكانها ويخيم على الأسرة جو الريبة والشك والغموض مما يجعلها بيئة قابلة لاشتعال المشكلات الزوجية في أية لحظة وتفاقم تلك المشكلات التي قد تؤدي إلى إفشال العلاقة الزوجية .
فعلى الزوجين أن لا يكتما شيئاً في نفسيهما أبداً بل يصارح كل منهما الآخر مع مراعاة آداب الصراحة والحوار من إحسان الظن والتماس الأعذار والتحلي بالهدوء وقبول رأي الشريك ولو كان مخالفاً والاعتراف بالخطأ إن وجد والمسامحة وقبول الاعتذار واختيار الزمان والمكان المناسبين لينعما بحياة يملأها الوضوح ومعرفة كل منهما للآخر معرفة تامة ويذوقا راحة الصراحة .
المرشد الأسري سالم باشعيب
salimbashaib@gmail.com