ثلاث رسائل لمعلمي التحفيظ

أعلم أنك مشغول، وراءك الكثير من الأعمال والأمور، بل والهموم، ولكن.. توقف قليلاً.. تمهل.. أعرني سمعك، واسمع لكلماتي التي أتمنى أن تجد لها طريقاً بين مشاغلك.

اسمع كلماتي فوالله ما دفعني لكتابتها إلا قلب يحترق كمداً، ويعتصر ألماً من أثر ما يلقى من الواقع الذي لا يرضي من كان له قلب أشعله حب الإسلام.. قلب أراد لهذه الأمة أن تكون خير أمة ..

? الرسالة الأولى : أستاذي أنظر معي وتأمل ثم تذكر وأنت تجلس في الحلقة القرآنية، وقد جلس عن يمينك وشمالك طلاب لك عيونهم ناظرة إليك، وقلوبهم لما تقول سامعة ومصغية.. فكن قدوة لهم في أقوالك وأفعالك .. إنهم يذكرونك بالملكين عن يمينك وعن شمالك، يحصون أعمالك وأفعالك وأقوالك وحركاتك، فراقب الله فيهم، واحرص على نفعهم .

? الرسالة الثانية : أستاذي العزيز .. يا أمل الأمة، يا صانع جيل الإيمان، مالي أراك وقد أصبحت محطة للشكوى.. تريث، تمهل، فوالله ما أسعى لإثارة غضبك، ولكنها قصة قال صاحبها : بعد الصلاة قام إمام الجامع وأخبر عن بدء تسجيل لحلقات القرآن، فحمدت الله على ذلك، وقلت خيراً ستنقضي أيام الفراغ وإضاعة الأوقات من حياة أولادي، وعقدت عزمي على تسجيلهم فيها، وما زاد عزمي هو حث الإمام، وشكواه من أولياء الأمور الذين لا يرسلون أولادهم إلى مدارس التحفيظ، وأخبرت جاري عن عزمي، ودفعته لذلك.. فعمد على تسجيل أولاده ربما ليجرب.. المهم.. مرت أشهر ليست بالكثيرة فإذا به يخرج أولاده من حلقات التحفيظ ويتعلل بقوله ليتفرغوا لمذاكرة دروس المدرسة..

وهذا خطأ، فإخراج الأولاد من حلقات التحفيظ ليتفرغوا للدراسة أمر غير صحيح، فلا تعارض بين التحفيظ والدراسة، بل أثبتت التجربة أن طلاب التحفيظ هم أكثر الطلاب تفوقاً في مدارسهم، ولكن الأمر يحتاج إلى شيء من الترتيب وتنظيم الوقت ...

? الرسالة الأخيرة : أستاذي الحبيب، إن فيك الخير والكثير، وإن الأمة ترجو أن تصنع لها رجالاً لا أشباحاً، كم من الطلاب تدرس فلنضع أيدينا معاً لنصنع جيلاً مؤمناً قويا مسلماً يقول بملء فيه (لا إله إلا الله) ناطقة بها شفتاه، مؤمن بها قلبه ..

أخي فلتشمر عن ساعد الجد والعمل، ولتمسح الضباب عن عينيك، ولتنفض الغبار عن همتك وعزمك، ولتقل : بسم الله، ولتستمر على بركة الله، ولتعلم أن الله ناصرك وحسبك، وتذكر الإخلاص، فالإخلاص، ثم الإخلاص.. فإن الإخلاص عزيز لا يملكه كل أحد، وأن الفلاح حليف المخلصين، وإني لك أخي من الناصحين...

بقلم : إبراهيم بن سعد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص