خصوصية أول ليلة

تعد الليلة الأولى من شهر رمضان ليلة متميزة ولها خصوصية يستشعرها جميع المصلين، فبعد صلاة المغرب يخرج المصلون متوجهين بأبصارهم جهة المغرب يدعكون أعينهم علهم يرون هلال شهر رمضان، فاليوم هو التاسع والعشرون من شعبان، ويبقون في شوق لمعرفة اليوم التالي هل هو الفاتح أو المكمل، وفي غمرة هذا التلهف والتحسس يأتي الخبر عبر وسائل الإعلام بأن يوم الغد هو أول أيام الشهر الكريم فتنطلق الأعيرة النارية ابتهاجا بهذه المناسبة في بعض قرى الوادي ويمارس الأولاد بعض الألعاب النارية (القراطيس) فرحا بقدوم رمضان .

وفي السابق كان الحاكم يخرج في حاشيته وجماعة من أهل الحل والعقد ورجل حاذق لديه الخبرة بمنازل الهلال للتمكن من رؤية هلال رمضان في موعده، فإذا تمكن من رؤيته أو أحد آخر .. تصرف الأنظار جهة أخرى ثم تعاد الكرة فإذا تمت الرؤية مرة ثانية بشكل صحيح أثبت الهلال، حينئذ يشرع الأطفال الصغار الحاضرون بالتكبير والصخب الشديد الذي يعبرون به عن فرحتهم بدخول الشهر ويتسابقون في إيصال الخبر إلى الأهالي وهم يرددون : رمضان جاء يا حيا به جاب العشاء في جرابه . فينتشر الخبر، ويرسل الحاكم مكاتبيه إلى المناطق الأخرى فينطلق أناس مخصصون لهذه المهمة مرددين بصوت عال (علا وانه هل) وتشعل النيران في أماكن محددة ليراها من لم يصله الصوت فيعرف أن الهلال قد ثبت وتطلق الأعيرة النارية بطلقات معدودة تعارف عليها الناس .

بقلم : نزار باحميد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص