ابتهجت القلوب بقدوم وحلول شهر رمضان المبارك وأقبل الجميع على الطاعات والعبادات حرصاً منهم على نيل الدرجات عند الله، لكن هناك صنف من الناس رغم عبادته الكثيرة وطاعته المخبته إلا أنه سرعان ما يضيع كنوزه من الحسنات ليوزعها على الناس بغيبة ونميمة وسباب وشتيمة وسخرية وسوء خلق وبذاءة لسان، فخرج بهذه الرذائل من معنى الصيام، فأصبح ما صام رمضان، روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) .
فيا من ساء خلقه عندما أحس بجوع بطنه فاعلم أن جوهر الصيام هو ترك معاصي الجوارح والقلوب وتعود النفس على السكينة وبذل المعروف للخَلق وتحسين الخُلق روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرأ صائم) وكم تفشت معاصي اللسان فأصبحت الغيبة فاكهة يستطاب بها في المجالس، للأسف حتى في رمضان بل وصل الحد بالبعض إلى أن يلفق الأقاويل والاتهامات والفرية ويعتقد أنها كذب وبهتان لكنه يشيعها في كل مجلس تشفياً وبغضاً فيمن يكن له العداوة، روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال : ذكرك أخاك بما يكره، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).
لقد اشرئبت أعناق البعض في الولوغ في أعراض إخوانهم وظنوا أن هذا لا يؤثر على حسناتهم وأجورهم التي كدوا وتعبوا من أجل نيلها وتحصيلها، فضيعوها بغيبتهم ونميمتهم وتعمد الأذى وإيذاء عباد الله، روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لادرهم له ولامتاع، فقال صلى الله عليه وسلم، إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا ،و قذف هذا، وو أكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار) .
بقلم الشيخ / محمد سالم هبيص